حوادث سنة ٨٢٣ ه ـ ١٤٢٠ م
٦٥ شاه رخ ـ قرا يوسف (وفاته)
في هذه السنة قصد شاه رخ حرب الأمير قرا يوسف ، فلما سمع هذا وافى لملاقاته ، واستعد الفريقان للنضال ، وكان آنئذ الأمير قرا يوسف في أوجان. وفي يوم الخميس ٧ ذي القعدة وجد ميتا موتا عاديا ، شوهد مطروحا على الأرض ، ففر من كان معه ، وانتهب التركمان أمواله وخزائنه حتى لم يبقوا على جسده لباسا ... ولم يكن أحد من أولاده حاضرا ، ونهبوا خيمته وتركوه في العراء ، وبعضهم قطع أذنه لأخذ قرط فيها ... وبينا هو على هذه الحالة إذ جاءه الاختاجية (١) فنقلوه إلى أرجيش حيث دفن في مقبرة آبائه وأجداده (٢).
وفي جامع الدول :
«يحكى أن شاه رخ لما توجه إلى قرا يوسف أمر القراء فقرأوا سورة الفتح اثني عشر ألف مرة ، فتم الفتح بلا جدال ببركة القرآن العظيم ...» ا ه.
ومثل هذه الرواية في كلشن خلفا (٣).
وهذا غير مستبعد من عقلية القوم ، جعلوا القرآن العظيم (تعاويذ) و (طلسمات) أو (مجموعة رقى) وأبطلوا الغاية الأصلية منه وهي الإرشاد والهداية ، فأكسبوه شكلا ماديا. فإذا قال (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) ظنوه طبيبا لأبدانهم ...!!
__________________
(١) لفظه اختاجي جغتائية يراد بها السايص أو العكام كما في لغتة جغتاي ص ٦.
(٢) لب التواريخ ص ٢١٣ ومثله في منتخب التواريخ ص ١٧٩.
(٣) ص ٥١ ـ ٢.