حوادث سنة ١٠٤٧ ه ـ ١٦٣٧ م
لم نجد ما يصلح للتدوين عن هذه السنة إلا حادث اهتمام العثمانيين في العودة إلى بغداد ومحاولة استردادها وسفر السلطان إليها بنفسه وتجييشه الجيوش العظيمة وقيامه بالمهمات الكبرى فلا حديث غير هذا يهم العراق. وحكومة العجم أيضا متأهبة لقمع نفوذ العثمانيين والقضاء عليهم.
السلطان مراد يتأهب لاستخلاص بغداد :
كانت بغداد في أيدي العثمانيين من سنة ٩٤١ ه أيام السلطان سليمان ودامت في أيديهم إلى واقعة بكر صوباشي فبقيت نحو المائة سنة تحت حكمهم فحاولت الاستقلال ثم صارت في حكم العجم وقام العثمانيون بهجومات عديدة وعظيمة لاستعادتها فأخفقوا في مساعيهم كلها واستصعب الفتح ، وكون هذا الخذلان خطرا عظيما. كانوا قد بذلوا النفس والنفيس في سبيله فظهر عجزهم وبان ضعفهم ... وهذا الخذلان كان أكبر محرض ، فالسلطان مراد وجد أن الخطر حل واكتسبت المصيبة شكلا عاما ، فعزم بنفسه للقضاء على هذه الغائلة وهو من أعاظم رجال العثمانيين لم يأت مثله من أيام السلطان سليمان فسار للمقارعة بعد أن قضى على اضطرابات داخلية وفتن خارجية مهمة وأمن الحالة مع المجاورين الآخرين ... وحينئذ تمكن من خضد شوكة العجم وفل غارب نفوذهم في العراق وافتتح مدينة (بغداد). استخلصها للعثمانيين فبقيت في حوزتهم إلى الحرب العظمى وحينئذ خرجت من أيديهم في سنة ١٣٣٥ ه ـ ١٩١٧ م.
السلطان مراد في طريقه إلى بغداد :
إن السلطان أصدر فرمانا في التأهب لسفر بغداد في أوائل رجب سنة ١٠٤٧ ه وأوعز في اتخاذ ما يلزم للحرب ، وفي ٨ شوال هذه السنة