ولما ألح في الطلب على طائفة تكلو قام في وجهه نحو ثلاثة آلاف. ناصبوه العداء وتحصنوا في المدرسة المستنصرية بقرب الجسر (١) تأهبا لمقارعته وكمنوا له هناك.
وكان في نية الخان آنئذ تخريب دورهم وإهلاك أهليهم ومتعلقاتهم. وفي أمله الهجوم عليهم والتنكيل بهم فخالفه السيد محمد كمونة وسكن الخصام بينهما. وجل غرضهم أن لا يوافقوا الخان ولا ينصاعوا لقوله. تعندوا فلم يمضوا طبق مرغوبه ...
لم يبق للخان أمل ، ولم ير تدبيرا ناجعا ينقذه من هذه الورطة فندم على ما فعل ، وأبدى للقوم أنه عدل عما كان عزم من الذهاب إلى الشاه وإنما مال إلى السلطان وأنه مطيع له. فسر الجميع لقوله هذا. وصوب الجماعة رأيه ...
وعلى هذا ذهب جماعة من رجال تكلو. سارعوا في الوصول إلى السلطان سليمان ليقدموا له مفاتيح بغداد وليعرضوا الطاعة. وكان هؤلاء من أهل الحل والعقد. رأى الخان الحالة وصلت إلى هذا الحد فلم يبق له أمل في أن يبقى رئيسا كما كان فيحافظ على مكانته وأن المذكورين قد غلبوه على أمره. وأنه فقدت منزلته ... ورأى الأسلم له أن يعبر الجسر باتباعه ويذهب إلى الشاه من طريق البصرة فتوجه إلى الشاه (٢).
٢ ـ السلطان سليمان القانوني :
الدولة العثمانية كانت ولا تزال في حالة توسع إلى هذه الأيام ، تترقب الفرص وتتوسل بالأسباب للدخول في معمعة أخرى لتكسر شوكة
__________________
(١) تعين أن محل الجسر في مكانه المعروف اليوم من سنة ٩٤١ ه.
(٢) كلشن خلفا ص ٦١ ـ ٢ ونخبة التواريخ وابن كمونة هذا هو غير المذكور في المجلد الثالث من تاريخ العراق بين احتلالين.