الصفويين فلا تدع لدولتهم مجالا للدعاية في مملكتها ، وإن التشنيع على إيران من آل الكيلاني من كل صوب ، ومن المغلوبين وفلولهم مما ذكر بواقعة چالديران ، وإن كانت لا تعد أسبابا للدخول في معارك جديدة وإنما قرب الحالة الحربية ما جرى على ذي الفقار من حادث. يضاف إلى ذلك أن أولامه بك من قبيلة تكلو حاكم أذربيجان من جهة الشاه التجأ إلى السلطان سليمان لما وجد من الشاه من خوف ، فرغبه في حرب إيران وزاد في نشاطه. وربما يعد ميله إلى السلطان من أكبر أسباب الاشتباه من والي بغداد محمد خان تكلو ، فمالت قبيلته إلى السلطان فعلا. وهذه من قبائل التركمان المعروفة (١).
كانت هذه من أكبر المسهلات للدخول في المعمعة مع العجم. جاء في جامع الدول (٢) وفي غيره أنه في هذه السنة (٩٤٠ ه) أمر السلطان بالتجهيز لسفر الشرق وجعل الوزير إبراهيم باشا سردارا فعبر الوزير في جمع من الحرس الملكي (قبو قولي) إلى اسكدار في ٢ ربيع الآخر من هذه السنة ثم سار وشتى في حلب وكان سبب ذلك يرجع إلى أمرين :
(١) أن حاكم بغداد ذا الفقار مال إلى السلطان سليمان فأرسل إليه مفاتيح بغداد وأظهر الانقياد ولما بلغ ذلك الشاه طهماسب سار إليه فحاصر بغداد مدة فقاتله ذو الفقار وقتل. فكان الباعث لقصد السلطان.
(٢) أن حاكم بدليس (بتليس) شرف خان أعلن العصيان على
__________________
(١) قاموس الأعلام ج ٣ ص ١٦٦٥ مادة (تكه تركمانلري). وغالب قوة الشاه تستند إلى القبائل التركمانية مثل استاجلو ، وتكه لو ، وبهارلو ، وذي القدرية ، والقاجار ، والافشار ، ذكرهم في تاريخ مختصر إيران تأليف باول هورن. ترجمه إلى الفارسية الدكتور رضا زادة شفق. طبع سنة ١٣١٤ ه. ش في طهران.
(٢) ومثله في كلشن خلفا ص ٦١ ـ ١ إلا أن ما في جامع الدول أوسع.