السلطان وانقاد للشاه طهماسب كما أن حاكم تبريز أولامه تكلو كان قد تقلد مناصب في إيران إلى أن نال حكومة تبريز. ولما دخلت هذه السنة أوجس خيفة من الشاه طهماسب فهرب إلى الروم. التجأ إلى السلطان فأكرمه وأقطعه بدليس وأمده بعسكر ديار بكر. أرسله إلى قتال (شرف خان) فقاتله قتالا شديدا فقتله ، وكسر جيشه ببدليس وأهلك كثيرا من أتباعه. وصار ذلك أيضا سببا لقصد بلاد الشرق.
وفي أيام وجود الوزير في مشتى حلب في منزل (سواريك) في أول ذي الحجة من هذه السنة بلغه تسخيروان. ففرح بذلك إلا أنه علم أن العسكر يقولون لا يقاتل السلطان إلا السلطان فخاف من الفتنة فأرسل إلى السلطان يعرفه بالحال ويلتمس قدومه فأجاب السلطان ملتمسه. عبر إلى اسكدار في آخر سنة ٩٤٠ ه وتوجه مبادرا نحو الشرق حتى وصل إلى تبريز في ٢٠ ربيع الأول سنة ٩٤١ ه. (جرت وقائع بين الوزير والعجم في مواقع حتى وصل السلطان والوزير إلى همذان ثم قطعا بعدها المنازل متوجهين نحو بغداد فوصلا إلى قصر شيرين) ، ومن ثم دخل السلطان بجيشه الحدود العراقية ...
وكل ما عرف عن الوزير في إيران أنه قام بما يجب القيام به لتسهيل الضربة على الشاه فتعقب أثره وقارعه في بعض المواطن ... فكانت الحروب دامية. أخذ الخوف من العجم أكبر مأخذ كان نهض السلطان من استانبول في ٢٨ ذي القعدة سنة ٩٤٠ ه ـ ١٥٣٤ م وصار يطوي المراحل حتى اتصل بجيش الوزير. وصل إلى السلطانية في ٦ ربيع الآخر سنة ٩٤٢ ه ـ ١٥٣٤ م ومنها كانت وجهته همذان فوردها في ٢٤ منه. أما الشاه فكان في حالة يرثى لها يفر من ناحية إلى أخرى ، ويتخفى في الجبال الصعبة ، ويميل عن الطرق المعتادة فرارا من وجه السلطان. والرعب استولى عليه .. وحينئذ أمال السلطان عنان عزمه نحو بغداد وكانت الغاية المقصودة.