المؤرخين لم يذكروا حادثا أدى إلى إصدار هذه الفتوى إلا ما وقع بين الصورانيين وبين الداسنية. وكانت هذه من أهم الوقائع قسا بها كل فريق بالآخر ولعل صدور الفتوى مقرونا بقبيلة الأمير الداسني. ويفهم من فحوى السؤال أنهم تعرضوا بجيش العثمانيين هاجوا لما وقع عليهم وعلى أميرهم فحصلت الدولة هذه الفتوى للوقيعة بهم. وهذا أقوى احتمال في إصدار هذه الفتوى.
ولما كانت تحوي مطالب ، وعندي نصها التركي في مخطوطة قديمة ثم نقلت إلى اللغة العربية. والتشكيك بها غير صحيح. رجحت أخذ ترجمتها منقولة إلى العربية من (الرسالة الذهبية) للخياط الموصلي (١). قال :
«ما قول أئمتنا الحنفية ، والشافعية ، والمالكية ، والحنابلة ، وما جوابهم عن عسكر المسلمين ، إذا غزوا هذه الطائفة الطاغية وقتلوها. أو قتل أحد من المسلمين بأيديهم ، هل يكون قاتلهم غازيا ومقتولهم شهيدا. أفتونا مأجورين ، مثابين؟
الجواب : والله أعلم بالصواب ، أنهم يكون قاتلهم غازيا ومقتولهم شهيدا. لأن قتالهم جهاد أكبر ، وشهادة عظيمة ، وفي هذه الحالة سبب حل قتلهم ، وسبب حل سبي نسائهم وذراريهم. هل السبب الموجب لذلك بغيهم ، وخروجهم على سلطان المسلمين وإشهارهم السيوف على قتل عساكر المؤمنين ، أو السبب بغضهم لحضرة الإمامين الكاملين
__________________
(١) الرسالة الذهبية في الرد على اليزيدية وتسمى الفريدة السنية في الكشف عن عقائد اليزيدية تأليف محمد ذخري بن أحمد الخياط من علماء الموصل كتبت أيام ولاية محمد رؤوف باشا والي بغداد عند ما أرسل إلى اليزيدية السيد محمد طاهر بك رئيس أركان الجيش ببغداد سنة ١٢٨٩ ه ـ ١٨٧٣ م. وصفناها في كتاب (تاريخ اليزيدية وأصل معتقدهم). في النسخة المعدة للطبعة الثانية.