بين قصر شيرين وبغداد (في طريق بغداد):
لم يتعرض صاحب گلشن خلفا لتفصيل طريق السلطان ولكن ذلك جاء ذكره من مؤرخين كثيرين. قصوا سير السلطان وطريق حركته إلى بغداد وبين هؤلاء المؤرخ نصوح المطراقي والمؤرخ فريدون سوى أن نصوح المطراقي كان مصاحبا للسلطان في سفره هذا ، فحكى ما شاهد بل لم يكتف بذلك وإنما صور البلدان والمراقد المباركة التي مر بها بألوان عديدة وعليه عولنا. ولم نهمل أقوال المؤرخين الآخرين ما أمكن الجمع.
إن السلطان كان قد وصل إلى (ماهي دشت) (١) في غرة جمادى الأولى نهض من مرقد أويس القرني (٢) إليها. وفي السادس منه وصلوا إلى (قلعة شاهين) وهذا المنزل هو الحد الفاصل بين عراق العرب وبين إيران ومن هنا تبدأ حلوان البلدة والمدينة (٣). وهذا المنزل خال من
__________________
(١) وردت في معجم البلدان بلفظ (مايدشت) وعدها من مضافات خانقين. وعين موطنها في رحلة المنشى البغدادي ص ٤٦.
(٢) في أراضي الهارونية مما يحاذي جبل حمرين بالقرب من المكان المسمى (وادي الحصان) قبر يسمى (مرقد أويس القرني) والحال أن مرقد أويس هذا قد جاء ذكره في المحل المذكور أعلاه قبل أن يصل الوارد من إيران إلى ماهي دشت بمرحلة. وهذا محل نظر أيضا. فلا يصح أن تتعدد المواطن ، وتكثر التسميات لمرقد واحد. والهارونية على نهر ديالى من ملحقات شهربان ، تأخذ ماءها من نهر ديالى ، وكانت البلدة في الصدر ، وتمتد أراضيها إلى (بلدروز) أو (براز الروز).
(٣) حلوان ذكرتها في ملحق تاريخ العراق ج ٢ الكلام على (درتنك). وقلعة شاهين قرية من قرى درتنك. ويقال لها (كاوروان). وتعد اليوم من أنحاء (زهاو). وسميت كاوروان باسم جبل هناك. وأما حلوان فيسمى محلها اليوم باسم (سربل) ويقع بين قلعة شاهين ونفس زهاب وبشيوه وتقع على ضفة نهر ألوند. وهناك كانت مدينة حلوان ولم يبق منها إلا أطلال وقنطرة صخرية لا تزال قائمة. (سياحتنامه حدود) وجاء ذكر (درتنك) في مسالك الأبصار ج ٣ المخطوط في أياصوفيا وفي أوليا جلبي ج ٤ ص ٣٨٨ وج ١ ص ١٨٦.