القرى وكان ذلك يوم الخميس وبقوا الجمعة في مكانهم. وهناك دفن نشانجي سيدي بك (١). وكانت أصابت الجيش في هذا المحل أمطار غزيرة ورعد وبرق بما لا يوصف .. ويوم السبت ٨ منه وصلوا إلى يكي إمام (يني إمام) أي الإمام الجديد وكانت قلعة خربة آنئذ. حدث هنا من الأضرار ما لا يوصف. وفي التاسع منه جاؤوا إلى قصر شيرين (٢) وعاد هذا يبابا. وجدت فيه قلعة خالية ...
ومن قصر شيرين مضوا إلى (نهر شمران) (٣) كما في نصوح المطراقي وهو (طقوز أولوم) وجاء في غيره أنهم يوم الاثنين في العاشر
__________________
(١) هذا كان الموقع الديواني فقام مقامه جلال زادة نشانجي مصطفى. وهذا فاق في الخط الديواني ودام ٢٤ سنة في هذا المنصب وله معرفة تامة بالقوانين الديوانية. ثم صار طغراكش (طغرائيا) في سنة ٩٧٤ ه وتوفي سنة ٩٧٥ ه. وهو مؤرخ ، له طبقات الممالك. وتاريخ عثماني. ومنصب طغرائي كان معروفا عند العثمانيين وكان آخرهم الحاج أحمد كامل آكدك ويعرف بـ (طغراكش) أي طغرائي ، وبين هذين حاز هذا المنصب كثيرون في الدولة. والتفصيل في (تاريخ الخط العربي في العراق).
(٢) كان في العهد العثماني إمارة مستقلة. وأحيانا تابعا لزهاو. ومن سنة ١٢٢٦ ه دخل في حوز إيران أيام إمارة (محمد علي ميرزا) كان الإيرانيون بمقتضى المعاهدة المعقودة سنة ١٢٣٨ ه التزموا أن يعيدوا زهاو وقصر شيرين. وقبلوا الحدود السابقة إلا أنهم لم يبالوا بذلك واستمرت تلك الأصقاع بتصرفهم.
(٣) وجاء (شميلان) بتفخيم اللام على لهجة الكرد ويراد بها حشائش خاصة تسمى بهذا الاسم وأطلقت على جبل شمران ، وسمي نهر ديالى باسم الجبل المار منه تسمية غريبة أو مغلوطة عن (نهر سيروان) فحرف اللفظ. وهو اسم نهر ديالى حتى يصل إلى محل يقال له (دربند خان) فليست اسم (ديالى). ويقال له (سيروان) عند الكرد إلى المحل المذكور ثم يطلق عليه ديالى. والتسمية تتعاقب فالكرد يعرفون (نهر سيروان) ويسمى (نهر شروان). وبعد ذلك يمضي في سيره فيقال له (نهر ديالى). وفي معجم ياقوت يسمى (تامرا) ، ونهر بعقوبا الأعظم ، الجانب الأيمن منه وما تفرع منه من أنهار يقال له (الخالص) ، وما كان في الجانب الأيسر ومشتقاته يقال له (نهر طريق خراسان) ثم خفف فصار ينطق به (خريسان).