نهر ذياب :
نهر الفرات يمضي من شمال الحلة فيتوجه نحو الشرق فيمر بالرماحية وب (خالد كبشة) وحسكة والسماوة. يجتاز هذه النواحي فيصل إلى الجزائر ثم يختلط بدجلة في شط العرب. وكان من زمن بعيد يجري كذلك بهذه الصورة ... وفي سنة (١١٠٠ ه) فما بعدها صار يقوى جريانه في النهر المتشعب من الفرات المسمى ب (نهر ذياب) الواقع في غربي قصبة الرماحية ببعد أربع ساعات وفي المثل العامي (طلعة نهر ذياب). وهذا يقوى جريانه عند نهر حسكة. وقبل هذا التاريخ لم يكن بهذه السعة وكان من السهل اتخاذ سد له وإيقافه عند حده ولكن أهمل فلم يهتم أحد به وإن الذين يرغبون في سده لم يقدروا عليه فلم تتيسر الاستفادة منه. وما زال هذا النهر يتوسع يوما فيوما حتى اكتسب سعة فائقة فمال شط الفرات إليه فتعذر سدّه فصار مضرب المثل. وهناك حدثت أنواع الاهوار والجزائر حتى أن بعض النواحي صارت معرضة لخطر الغرق كما أن البعض الآخر منها بقي غير مزروع بسبب انقطاع المياه (١).
العشائر في هذه الأنحاء :
قالوا : جبل العربان على العصيان فصاروا يتحصنون في تلك الأهوار والجزائر ويمتنعون عن اداء الميري. وبعض الضرائب تزايدت
__________________
(١) علق الشيخ ودّاي العطية في رسالته : النص الذي نقلته هو من گلشن خلفا. وراجعت النسخة المخطوطة منه فلم أجد فيها اختلافا عن المطبوعة. وقد حدثت تبديلات في هذا النهر كما تدل حوادث سد الفرات فمن الضروري الاحتفاظ بالنص. وإن المؤلفات الأخيرة لا تصلح أن تعد مرجعا صحيحا والأولى مناقشة النصوص القديمة. ومع هذا كانت بيانات الشيخ مهمة ومفيدة في توضيح ما ذكرت.