حوادث سنة ١١٩٤ ه ـ ١٧٨٠ م
وزارة سليمان باشا :
إن الوزير وصل إلى العرجاء. وحينئذ وافى لاستقباله إسماعيل الكهية ومن معه من العثمانيين فلطفهم وأكرمهم على مراتبهم والتفت إليهم كثيرا إلا أنه أثر ذلك أمر بإلقاء القبض على إسماعيل ومعتمديه صاري محمد آغا ، وصوفي اسماعيل آغا ، وقره يوسف ونحو ستة آخرين فأعدم إسماعيل الكهية وحبس الباقين ثم أرسلهم محفوظين إلى البصرة ونصب سليمان آغا القره ماني متسلما على البصرة وأكساه خلعتين. وأخذ معه مهرداره أحمد آغا.
وبعدها وصل إلى كربلاء وحينئذ رخص الشيخ ثوينيا وأعاده مكرما. ثم زار مرقد الإمام الحسين وتوجه إلى بغداد فلحق به سليمان الشاوي مع خيالة العبيد قرب الحلة فأكرمه وأعزه غاية الاعزاز لما أبداه من الاخلاص من أول الأمر إلى آخره فوصل إلى (المسعودي) واتخذه منزلا فاستقبله سليمان باشا ابن أمين باشا الجليلي محافظ بغداد والقائممقام والعلماء والأشراف. أما وكيل الكتخدا نعمان أفندي فقد عبر دجلة بلا رخصة من الوزير وذهب إلى بيته. لذا غضب عليه وعزله من ساعته وحبسه في داره ونصب عبد الله بك آل محمد وكيل كتخدا فأقام الوزير يومين رتب خلالها بعض الأمور اللازمة.
وجاء إلى بغداد من استنبول بعض الرجال في أواخر أيام حسن باشا مثل باش چوقدار. وكان الدفتري محمد بسيم أفندي انقضت مدته. وآغا الينگچرية ، وكذا سليمان باشا والي الموصل الذي لم يرق له كلامه. وأذن لهؤلاء كلهم أن يذهبوا إلى مواطنهم ، ولكنه لم يشأ أن يدخل بغداد دون أن يقضي بعض الأعمال. وفي اليوم الثالث توجه نحو بغداد فعبر هو وبعض حاشيته من ناحية المنطقة بزورق خاص وأما