حوادث سنة ١١٩٦ ه ـ ١٧٨٢ م
بابان :
ساعد محمود باشا الوزير حينما ورد بغداد فأرسل ابنه عثمان باشا وأظهر له الطاعة ، وقام ببعض الخدمات الأخرى.
وهذه لم ترق للوزير بل اعتبرها أمورا ظاهرية. وحاول أن يتغاضى عما يتطلبه الولاة قبله عند ما يشعرون بقوة. وجل أمله أن يغزوه سنة ١١٩٥ ه ولكن رجح وقعة الخزاعل على قضية بابان.
وبعد أن أتم أمر الخزاعل توجه نحو بابان ، وكان قبل هذا أخرج الوزير حسن باشا من بغداد فوجهت الدولة إليه إيالة ديار بكر. وبعد أيام مرض وتوفي. أما كتخداه عثمان الكهية فإنه نصب قائممقاما برضى البغداديين. وأن الوزير سليمان باشا في تلك الأثناء وجهت إليه بغداد ولذا لم يرغب أن يكون عثمان الكهية بعيدا عنه فشوقه أن يجيء إليه فلما جاء وجه إليه مقاطعة مندلي فبقي فيها مدة. ولكن إيرادها لم يكف لمصروفه فعرض الأمر على الوزير. ولذا فوض إليه متسلمية كركوك. فذهب إلى منصبه الجديد إلا أنه رغب في وظيفته الأولى كهية بغداد. ولما لم ينلها صار ينتظر الفرصة لايقاع الفتنة. وأن محمود باشا كان كارها للوزير وخائفا منه فاستولت عليه الواهمة فاغتنم المتسلم عثمان الكهية الفرصة للمفاوضة مع محمود باشا فصادف أن خابره عثمان باشا خفية في الأمر ففرح. وحينئذ حصل اتفاق وعهد بينهما.
لذا ذهب إلى عثمان باشا في لواء كوى. وكذا قام محمود باشا من (قلعة چولان) ومضى إليهما فاجتمع الثلاثة في لواء كوى فتأهبوا في تجهيز العساكر. فتحقق للوزير أنهم يضمرون آمالا ويدبرون أمرا فرأى وجوب سفره إلى محمود باشا. ولعلهم ارتابوا منه وعلموا مقاصده فأبدى أنهم خرجوا عن الطاعة. فعزم الوزير على القتال وتوجه إلى بابان فوصل كركوك واتخذ ضواحي المدينة مضربا لخيامه.