نقض العهد :
إن الوزير حينما رجع من (خان كيشة) ذهب الروع عن أتباع محمود باشا وسولوا له أن يمتنع عن القيام يتعهداته كما أنه جهز جيشا على محمود باشا ابن تمر باشا بقصد الاستيلاء على لواء كوى قسرا وحاصروه وسط القلعة وضيقوا عليه. فلما سمع الوزير أرسل خازنه مصطفى آغا ، وكتخدا البوابين خالد آغا مع مقدار من العسكر لإمداد متصرف لواء كوى بوجه السرعة ، فوردوا كركوك وعند ذلك سمع محمود باشا فندم على ما فعل. ولذا رفع عسكره عن المحاصرة وعرض الأمر على الوالي فأرسل معتمده وتشبث ببعض الوسائل واستشفع بذوات من أهل المكانة ملتمسا أن تعطى له ألوية كوى وحرير بأنواع التعهدات.
وللمصالحة وجهت إليه مرة أخرى على أن لا تعطى لابنه عثمان باشا وأن يعهد بها إلى إبراهيم بك ابن أحمد باشا وهو ابن أخيه. وجلب محمود باشا ابن تمر باشا إلى بغداد. وافق محمود باشا أن يعهد بإيالة كوى وحرير إلى إبراهيم بك دون ابنه عثمان باشا.
حوادث سنة ١١٩٧ ه ـ ١٧٨٣ م
محمود باشا في المرة الأخرى :
كانت أعيدت إلى محمود باشا ألوية كوى وحرير على أن يثابر على الطاعة ولكنه اختبرت أحواله في خلال السنتين أو الثلاث فتبين أنه لم يقف عند عهد ولم يستقر على قول فعزم الوزير على تبديله لكنه لم يجد في أمراء الأكراد من هو مستجمع الأوصاف فصبر مدة للاستطلاع والتلوم. وفي الأثناء رأى إبراهيم بك ابن أحمد باشا فاشترط الوزير أن توجه إليه ألوية كوى وحرير فوافق محمود باشا وفي الخفاء أرسل إليه الوزير فاستماله فوجده راغبا في مفارقة محمود باشا وأيضا أن محمود باشا لم يقم بما تعهد به ولم تبد منه استقامة بل ظهر منه بعض ما لا يرضيه.