أما الشاه فقد رحب به كثيرا ونال حظوة عنده. ووجه بلدة (صاوق بولاق) (١) إلى والده محمود باشا وأرسل إليه (رقيما) (٢) فأخذه محمود باشا وقدمه إلى الحاكم هناك وهو بداق خان إلا أن الشاه لم يكن مسلطا على جميع أنحاء إيران سيما أنه لم يستول على آذربيجان. ولذا اضطر أن يسلم إلى حاكمها مقاليد الحكم. وهذا اتفق مع أمراء مراغة وسلماس وخوى فشدوا أزره وأمدوه بنحو عشرة آلاف محارب وعاونوه فعلا ليخالف هذا الأمر.
وفي هذه الحالة لم يكن مع محمود باشا سوى خمسمائة فارس ، فلم يرغب في الحرب إلا أن ابنه عبد الرحمن بك ألحّ عليه. ولذا فرق جيشه إلى قسمين تعهد هو قسما فكان قائده ، والقسم الآخر جعله تحت قيادة ولده عبد الرحمن بك ، وحملوا على الإيرانيين حملة صادقة ولم يبالوا بكثرتهم وأوقعوا فيهم قتلا. فكسر عبد الرحمن بك (بداق خان) ومضى في تعقيبه ، وكذا محمود باشا أراد القضاء عليهم فمضى بنحو عشرين خيالا فهاجم الطرف الآخر وحاول تمزيق شملهم أيضا. فجاءته طلقة أردته قتيلا وفر من كانوا معه وأن الإيرانيين في هذه الحالة ألقوا القبض عليه وذبحوه. وحينئذ حلوا مكانه.
أما عبد الرحمن بك فإنه عاد من تعقب أثر عدوه وحين رجوعه شاهد الإيرانيين ضربوا خيامهم مكانه فخرق جانبا من جوانب العدو وذهب إلى سقز (ساقز) فاستراح بها وكتب إلى عثمان باشا بما وقع. وهذا عرض القضية على الشاه.
وعلى هذا جهز الشاه جيشا لأخذ الثأر وجعل عثمان باشا قائدا له ورخصه أن يحارب (بداق خان) فجاء عثمان باشا بعسكر إيران إلى سقز
__________________
(١) وبعضهم يلفظها صادق بولاق وهي من مملكة اردلان.
(٢) هو الفرمان أو الأمر السلطاني.