وفي هذه الأثناء رأى العشائر أنهم سوف ينالهم ضنك وأدركوا وخامة العواقب. فكسروا الكرمات التي يعلمون أنها مضرة بالجيش فأحدثوا عليه سيلا عظيما وشوشوا الاوضاع فاضطر أن يرفع خيامه لكنهم كانوا يعيثون في جوانب الجيش فيدافع ويصدّ الهجمات فذهب الجيش وتوقف في الحسكة.
ولما لم يتمكن الجيش منهم لأن العشائر كانت أدرى بشعابها اتخذ معهم طريقة سد الفرات من المحل الأول ، فأجهد الوزير العمال. ولم تمض مدة حتى أحكموه أكثر من الأول. وحينئذ عزم على حربهم وتأهب للوقيعة مع العلم أنها غير مثمرة فشاع أن عجم محمد الكهية دخل العراق وجاء إلى الخزاعل بعد أن تجول في بلاد الكرد وإيران فحذر منه وفكر أن الدوام على هذه الحرب لا يأتي بفائدة بل ربما ولدت نتائج مزعجة ، وحينئذ جاءت دخالة من الشيخ حمد الحمود وطلب العفو فوافق الوزير مراعاة للمصلحة فأبقى المشيخة في عهدته وألبسه خلعة الإمارة وعاد (١).
حوادث سنة ١٢٠٠ ه ـ ١٧٨٥ م
سليمان بك الشاوي :
علم الوزير بخدماته فلم يقصر في أمر تكريمه تجاه مساعيه المبرورة وأعماله المرغوب فيها فراعى جانبه أكثر من جميع الوزراء وكان مظهر الاحترام والرعاية.
وذلك ما دعا أن يتجاوز حدود الخدمة ، ولم يبال بالرسوم المرعية
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٩٤. ومطالع السعود ص ٥٧.