ويلاحظ أن الوحدة انفصمت عراها بانعزال حمود الثامر ، ومحسن الحمد فلم تكن الواقعة مما يترتب عليها أمر الحياة والممات كما وصفها المؤرخون. وإنما سلط الوزير الكرد على العرب كما أنه استخدم كثيرا من العرب مما ثبّت هذه الحكومة. وكان بين حياتها وموتها نفس واحد (١).
حدث غلاء في سنة ١٢٠٢ ويقال له «خسباك» أو قحط خسباك (٢).
حوادث سنة ١٢٠٣ ه ـ ١٧٨٨ م
العفو عن سليمان الشاوي :
إن حادثة المنتفق فرقت شمل المتحاربين وبقي سليمان بك ضاربا في البوادي والقفار ، فلم ير بدّا من طلب العفو ، راعى الوزير خدماته القديمة وإخلاصه فعفا عنه وسمح له بالدخول في بغداد. والصحيح أنه حذر أن يحدث أمرا أكبر من الأول أو مثله في خطره وكانت ضبطت أملاكه ، فأعيدت إليه وأن يسكن في غابة (تل أسود) (٣) فأقام هناك (٤)
مصطفى الكردي :
وجهت إيالة البصرة إلى مصطفى الكردي إلا أنه كان مغبرا من الوزير فأضمر له في الخفاء الانتقام. فلما وجهت إليه البصرة كاشف عثمان باشا آل بابان بسره وكانت بينهما مودة قديمة. قال له : إذا ربحت الإيالة أساهمك فيها وأخذ عهدا منه. ولما نال منصب البصرة رآها
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٠٢.
(٢) (عن مجموعة عمر رمضان).
(٣) هذا التل لا يزال موجودا ويبعد عن جسر الخر نحو ربع ساعة في السيارة وكانت بقربه غابة عرفت بهذا الاسم. والآن لا وجود لها.
(٤) دوحة الوزراء ص ٢٠٢.