حوادث سنة ١٢٠٥ ه ـ ١٧٩٠ م
رجوع إبراهيم باشا :
كان اغتاظ الوزير على إبراهيم باشا من جراء ذهابه إلى إيران. وحينما جاء إليه أخوه مقبوضا عليه من عبد الرحمن باشا غضب عليه وسجنه لكنه علم أن ذلك كان لضرورة فأطلق سراحه.
فلما سمع إبراهيم باشا انبعث فيه الأمل فطلب العفو وحينئذ صدر الأمر بالرأي والأمان وسير إليه الكتاب مع محمد بك الشاوي فالوزير لا يريد إثارة عداء مع إيران ولذا وافق بعد أن انهكت الفتن قواه وكادت تقضي على وزارته. وعلى هذا جاء إبراهيم باشا إلى بغداد فأكرمه الوزير وبقي معززا ينتظر فيه الفرصة. وليس في أمله أن يدع بابان خالصة لواحد ، وأن تتوحد إدارتها بيد أمير من أمرائها. لأنه يرى ذلك مما يهدد السلام ويورث فتنة.
وأقام أتباعه قسما في كركوك ، وقسما آخر في قزلرباط (١) وقولاي وخانقين وعلي آباد (علياوه) وقرى بشير وتازه خرماتي. وفوض إليه خاص كركوك (٢).
الشيخ ثويني :
في هذه الأيام شاع أن الوزير اتخذ العفو وسيلة للتقريب والظاهر أنه أوعز إلى الشيخ ثويني بذلك. أراد أن لا يستقل بإدارة المنتفق أمير فكان يخشى كل قوة وإن كانت منقادة فطلب ثويني العفو فوافق الوزير وبعث إليه بكتاب الأمان فجاء إلى بغداد ونال إكراما واحتراما (٣).
__________________
(١) تعرف قديما بجلولاء كذا في وقفية مرجان وتسمى الأراضي المتصلة ببهرز جلولاء ولعلها تنتهي بـ (قزلرباط) المعروفة اليوم بالسعدية.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٠٧.
(٣) دوحة الوزراء ص ٢٠٧.