عليه. ماطل واعتذر ، فأرسل الوزير عليه أحمد الكهية بقوة كافية فتحرك من بغداد في ١١ ربيع الأول وتوجه نحو حسكة. فأقام قريبا منها واتخذ التدابير اللازمة للحصار.
رأى شيخ الخزاعل أن لا طريق للنجاة سوى التسليم فركن للطاعة فأرسل جماعة وطلب العفو وتعهد بما هو مطلوب من الميري. فسامحهم الكتخدا وقبل دخالتهم واستوفى الرسوم عن سنة وأخذ من رئيسهم الرهائن وأبقاه في مشيخته ، وعاد في ٢٠ جمادى الثانية.
وكان الإذعان من شيخ الخزاعل مما سهل أن ينفر منه قسما كبيرا من أتباعه ولا سبب لذلك سوى التضييق في تنفيذ مطالب الحكومة بدرجة قاسية. فمال القوم إلى أكبر معارض له الشيخ حمد الحمود فوردت منه معروضات خلاصتها أن أكثر الشيوخ والأعيان فارقوا الشيخ محسن المحمد ومالوا إليه وأنه متعهد بكافة ما يجب من خدمة وهناك الشاوي لم تتم قضيته فكانت خير مسهل أن يأخذه لجانبه. لذا عزل محسن المحمد ووجه المشيخة إلى حمد الحمود وأرسلت إليه الخلعة مع كتاب المشيخة (١).
حوادث سنة ١٢٠٩ ه ـ ١٧٩٤ م
سليمان الشاوي وقتله :
ذهب سليمان الشاوي إلى أنحاء الخابور بعد واقعة أحمد الكهية وهناك اغتاله أحد أقاربه محمد بن يوسف الحربي وأولاده. وهؤلاء من البو شاهر من فخذ (الحربي). ورئيس البو شاهر آنئذ علي الحمد. والآن لم يبق من الحربي إلا القليل فكانت وفاته سبب ذل هذا الفخذ (٢).
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢١١.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢١٢.