الوهابية :
وفي هذه الأثناء وردت (حدرة) من الوهابية (سايلة) ، فصادفها الخزاعل فقتلوا منها نحو ثلاثمائة رجل. جاء الخزاعل إلى النجف للزيارة فحدثت هذه الوقعة على خلاف الشروط المعطاة إلى سعود ابن الأمير عبد العزيز السعود ، ولذا لم ترق هذه الحادثة للوزير وتأسف كثيرا لوقوعها ، وكانت السبب في الوقائع الأخيرة (١).
حوادث سنة ١٢١٥ ه ـ ١٨٠٠ م
قبيلة الخزاعل :
كان آل السلمان من الخزاعل ارتكبوا تلك الوقعة وأعمال نهب أخرى فاقتضى تأديبهم إذ لم يفد معهم اغماض العين. وعلى هذا أمر الوزير كتخداه أن يغزوهم فتحرك من بغداد في ٢١ جمادى الثانية. ولما وصل إلى گرمة (قرمة) ليوه اجتمع الخزاعل في قلعة السلمان معتمدين على رصانتها وتحصنوا بها.
أما القرمة المزبورة فلم يتيسر عبورها إلا بواسطة جسر وكذا صادف الجيش قرمات أخرى فاجتازوها ولم يبالوا بالمصاعب وأعملوا السدود فاتخذوا كل الوسائل اللازمة للوصول فتقرب الجيش نحو القلعة وكانوا مستعدين للمقاومة إلا أنهم حينما رأوا الجيش استولى عليهم الخوف فلم يأمنوا البقاء في القلعة فتركوها وألقوا بأنفسهم إلى قرمة (الفريات) الواقعة بين ثلاثة شطوط بالقرب من محل يقال له (لملوم). اتخذوا هناك متاريس انضووا إليها لمناعتها.
أما الباشا فإنه اجتاز قرمات ومجاري مياه عديدة باتخاذ السدود
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢١٣.