حوادث سنة ١٢٢٣ ه ـ ١٨٠٨ م
وزارة سليمان باشا :
لم يرق المحضر للدولة للخيانة التي أدمجها كاتب الديوان السابق محمد أفندي ولذا وجهت الإيالة إلى يوسف باشا وبقيت في عهدته ثلاثة أشهر أو أربعة. ومن ثم شنعت الدولة على سليمان باشا لمحاولتها القضاء على المماليك.
ثم إنه بعد أن عين ولي أفندي لرئاسة الديوان دبج عرضا ومحضرا آخر وأرسل مجددا إلى الدولة يلتمس فيه التوجيه وبوصوله ورد الفرمان بإجابة ما طلب فرفعت الوزارة من يوسف باشا ووجهت إلى سليمان باشا الكهية في المحرم بواسطة معتمد كتخدا الباب محمد أفندي (١). والسبب في هذا لم يكن كاتب الديوان وإنما هو السياسة وفيها توجيه للمعذرة وانتحال تدبير.
وجاء في تاريخ الكولات :
«لما علم الباب العالي بوفاة الوزير علي باشا وجهت إيالة بغداد إلى يوسف ضيا باشا الصدر السابق وكان واليا على أرضروم (أرزن الروم) مع القيادة العامة في الجبهة الشرقية. وهذا بعث فيض الله أفندي متسلما من قبله ، وكان سير إلى بغداد ، أما سليمان باشا فإنه حينما سمع بذلك جهز جيشا بقيادة أحمد بك أخيه من الرضاعة وزوده بتعليمات خاصة وبعثه إلى ماردين التي لا تزال تحت سيطرة ولاة بغداد وفي هذا الحين وبينا كان فيض الله أفندي متوجها إلى جهة بغداد إذ علم أن الجيش المذكور ورد ماردين فلم يتمكن من الذهاب إليها. ولذا عدل إلى كركوك فوصل إليها ، وحينئذ ألقي القبض عليه متسلم كركوك وتحرى عما
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٤٠ وغرائب الأثر.