حوادث سنة ١٢٢٤ ه ـ ١٨٠٩ م
اليزيدية ـ الظفير :
إن عشائر الظفير كانوا في تلك الأيام يقطنون أراضي الرها (أورفة) ويسكنون الخيام ولم يحصل تجاوز منهم على أحد وكذا قبيلة الدريعي من عنزة. وكان بين فارس الجرباء وبينهم عداء قديم فأبدى للوزير أن لديهم غنائم كثيرة ومن السهل الحصول عليها فسول له أن يسير عليهم ، وكان الأولى به أن لا يلتفت إلى تنفيذ مآرب الآخرين تشفية لغليلهم ممن لهم العداء معهم ولكنه لم يدرك هذه الأمور ولم يراع المصالح الحقيقة (١).
وأن السبب الذي بينه صاحب الدوحة لم يذكره صاحب المطالع وإنما قال لتأديب هؤلاء والظاهر أنه بسبب توجهه إلى ماردين وتلك الأنحاء سخطت عليه الدولة ، وهو يعد نفسه صاحب الحق في التسلط عليها إذ إنها بيد ولاة بغداد إلى ذلك الحين فجعل صاحب الدوحة ذلك سببا في المضي في حين أن السبب الحقيقي المحافظة على أملاك الحكومة وساحة حكمها (٢) ...
لذا تحرك برغبة الشيخ فارس الجرباء لتأديب عشيرة الظفير وقوم الدريعي من جهة والتنكيل بأشقياء سنجار من جهة أخرى ، فخرج من بغداد في ٢٥ من المحرم متوجها إلى تلك الأنحاء.
قال صاحب غرائب الأثر :
«عزم والي بغداد على السفر إلى جهة ماردين وأمر العساكر بالمسير أمامه لتعديل نظام تلك الجهات فقدم والي كوى محمد بك
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٤٦.
(٢) مطالع السعود ص ١٨٩.