حوادث سنة ١٢٢٥ ه ـ ١٨١٠ م
حالت محمد سعيد :
إن الدولة العثمانية سيرت حالت محمد سعيد المعروف بالرئيس (١) إلى بغداد لبعض المطالب الظاهرية. والأسباب الخفية أظهرتها الوقائع. قال الأستاذ سليمان فائق :
«إن حركة الوزير بفيلقه وتجاوزه حدود إيالته إلى إيالة أخرى مما أغضب عليه رجال الدولة لا سيما أنه أبدى إمهالا بل أهمالا في تأدية بدل مخلفات سليمان باشا وعلي باشا فلم يؤد شيئا من ذلك ...
فاختير لهذه المهمة (رئيس الديوان الهمايوني) حالت ...» اه (٢).
وصل إلى بغداد في ٢٥ جمادى الأولى. فواجه الوزير وأعطاه الأوامر وبلغه بما أرسل إليه. وحينئذ خصص له محلا للضيافة والإقامة فيه. وكان الرئيس يترقب ظهور نتيجة من مهمته فمضت أيام وليال ولم تظهر لها آثار ، وذكره بها فكان يعتذر ويدافع ، ونصحه ببعض النصائح الخيرية فلم ير لها فائدة ، وكان يلمح فيرى منه تجاهلا ، ويصرح فيجد عدم مبالاة. وألح في الطلب فلم يسمع له قول (٣) ...
تحدث الناس آنئذ بأنه جاء بعزل الوزير ... فلما استراب منه أمر بعض من يثق به أن يكون له كالأنيس ليطلع على ما في ضميره من الخبايا ويكشف عما أخفاه.
وبينا الناس في حيرة من أمره ، وفي دهشة من توقع مكره يتيهون في موامي الاستطلاع ويستنشقون أرج الأخبار وهو لا ينطق ببنت شفة
__________________
(١) مطالع السعود ص ١٩١. وتاريخ شاني زاده ج ١ ص ٤٠٦.
(٢) تاريخ الكولات ص ١٥.
(٣) دوحة الوزراء ص ٢٤٧.