عظيم في ٢٧ شوال. وفي مطالع السعود أنه سار في أول ذي القعدة (١).
قال في الدوحة : ولما كانت في ذمة عشائر الدليم مبالغ وافرة من الميري ذهب لاستحصالها فبقي في الفلوجة بضعة أيام واستوفي منهم ما تمكن ثم توجه نحو الحلة ، ومنها إلى الحسكة وأن قلة الزاد والأرزاق مما أدى إلى اضطراب الجيش فمكث بضعة أيام ليتدارك الأمر فظهرت المخاطر من جهات عديدة فحاول رجال الوزير والمقربون إليه عذله عن سفره فلم يفلحوا. وإنما نهض نحو المنتفق (٢).
حوادث سنة ١٢٢٨ ه ـ ١٨١٣ م
تمام الوقعة :
ومن ثم اجتازت الجيوش البراري والقفار وقطعت الأنهار واقتحمت المخاطر حتى وصل الوزير إلى قريب من المنتفق فسمع أن حمود الثامر أيضا توجه لمقارعته ، فجمع نحوا من عشرين ألفا بين فرسان ومشاة فنهض من محله ونزل بعيدا عن سوق الشيوخ بنحو ساعتين منتظرا وصول الوزير.
اتخذ طريق العذل والاستعفاء عن التقصير بإرسال السفراء وتلطف في رسائله فلم يلتفت الوزير. وفي غرة صفر تقدم على شيخ المنتفق وصف صفوفه فاضطر الشيخ على الدفاع ... فتقاربوا إلى محل يقال له (غليوين). وحينئذ ترامى الفريقان من الضحى إلى وقت الظهر بالمدافع والبنادق وسائر الأسلحة النارية وكل فريق تأهب للهجوم على الآخر.
ونظرا لما أثاره الوزير من النيران الحامية تفرق شمل المنتفق ، وانتثر عقدهم ، وانهزمت جموعهم الواحد بعد الآخر ... ولم يبق إلا
__________________
(١) مطالع السعود ص ١٩٥.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٥٧.