أنحائها وحواليها ... وأن كثرتها كانت تعادل أضعاف أضعاف الجيش فلم يبال بكثرتهم.
مكث في الحلة بضعة أيام للاستراحة فذاع أمره فاستولى الرعب على العربان النازلة في تلك الجهات. لذا لم يحتج إلى المحاربة فحذرت العشائر منه وتفرقت دون أن يجرد سيفا وإنما أرسل مقدارا من الجيش لتخليص الزوار المحصورين فجاء بهم إلى الحلة ثم ذهبوا إلى النجف ومنها عادوا إلى الحلة ، ثم توجهوا إلى بغداد دون أن ينالهم خوف أو يصيبهم ضرر.
وحينئذ نهض داود من الحلة يريد الحسكة ولكن علم أن زبيدا في أنحاء الحلة تولدت منهم أكثر المفاسد من قطع طرق ونهب وسلب ... لذا عزل شيخهم ونصب مكانه (شفلح الشلال) وتعهد بتأمين الطرق وحراستها.
وإن عشيرة جبور الواوي سلكت عين ما سلكته زبيد فألقى القبض على شيوخها وأغار على عشائرها. وكانت متحصنة في ناحية (شكرى) بين الأنهار والغابات فعزموا على النضال سوى أنهم لم يطيقوا المثابرة فانهزموا وتقدم الجيش فانتهب أموالهم واغتنم مواشيهم وسائر ممتلكاتهم.
وحينئذ حط داود خيامه تجاه الديوانية محل (ضابط الحسكة) وهناك أبدى سطوته (١).
حوادث سنة ١٢٣٠ ه ـ ١٨١٥ م
الخزاعل :
أما الخزاعل فإنهم من زمن علي باشا لم يذعنوا لسلطة بسبب ما
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٦٢.