وكربلاء. وفي المحرم سنة ١٢٣١ ه دخل بغداد. ومدة سفرته دامت شهرين و ٢٦ يوما (١) ...
حوادث سنة ١٢٣١ ه ـ ١٨١٦ م
شمر والخزاعل ـ المنتفق والظفير :
إن فارس الجرباء بعشائره والزقاريط وعشائر البعيج لم يروا من سعيد باشا ما كانوا يرونه من الوزراء السابقين من عناية ورعاية لا سيما أيام الوزير علي باشا ففي أيامه كانت لفارس أبهة عظيمة وصدارة فعبر إلى غربي الفرات عند ما تولى سعيد باشا الوزارة بسبب ما بين الجرباء والعبيد من الضغائن لا سيما قاسم بك الشاوي وكان الوزير ولي أكثر أموره له فلم يستقر فارس في الجزيرة فنزل بعشيرته على الخزاعل فاتفقوا وتجمعوا. وفي هذه الأثناء كان قد نكل الوزير بشيخ الخزاعل سلمان المحسن وضيق عليه تضييقا مرا. وعلى هذا استمد سلمان المحسن بفارس الجرباء فأمده بعشائره فوصلوا وتبعوا الجيش للنكاية به وحينما جاؤوا قرب ديار الخزاعل علموا أن الوزير رجع. ولما سمع بهم تأهب عليهم. ولكنهم هابوه ولذا مالوا إلى الخزاعل ، واتفقت زبيد والعشائر الأخرى ممن في تلك الأنحاء. فصارت جموعهم خطرا. جاؤوا من الحسكة إلى الحلة فانتشر ضررهم وزال الأمن وانقطعت السبل وتسلط العشائر على القرى والمقاطيع. فتحير الوزير في أمره لما ظهر من هذه الأحوال.
وحينئذ طلب الوزير حمود الثامر شيخ المنتفق للسفر على الخزاعل فجهز جيشا عظيما فوصل إلى أنحاء السماوة كما أن الوزير علم أن لا مجال للخلاص من الجرباء إلا بجلب الظفير ألد أعدائهم. وكذا دعا كل
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٦٥.