والاثنين بصورة متوالية يبدلون قيافتهم ويخرجون ليذهبوا إلى داود باشا حتى أن أخا الوزير صادق بك مل هذه الحالة ويئس فانتهز الفرصة وفر إلى جهة قزلرباط فأعيد إلى الوزير بعد بضعة أيام. وأن أعوان الوزير احتاروا في أمرهم ... وفي النتيجة سدت أبواب المدينة سدا محكما (١) ...
حوادث سنة ١٢٣٢ ه ـ ١٨١٦ م
وزارة داود باشا
توجيه الوزارة إلى داود باشا :
جاءت البشرى بتوجيه إيالة بغداد والبصرة وشهرزور إليه وهو في قرية (طقمقلو) في غرة المحرم يوم الجمعة ، وورد محمد آغا معتمد محمد سعيد التوقيعي السابق. ومحمد سعيد آغا التاتار بالمنشور يوم الأحد ٣ المحرم فاحتفل بذلك.
وهذا الوزير من أكابر وزراء العراق علما ومعرفة. وله الصيت الذائع ... ومهمته أنه أدرك مناهج من قبله. فإذا كان سليمان أبو ليلة ثبت دعائم الحكم للمماليك ، وأن سليمان الكبير حاول أن تكون الإدارة خالصة لهم وأن سليمان (المقتول) استخدم الأهلين في الإدارة ومثله سعيد باشا فإن داود باشا سعى سعيه الحثيث للقضاء على العناصر الأخرى أو تبعيدها عن الإدارة وراعى كل واسطة دون أن يبالي بما قام به من قسوة وتجددت له آمال استقلال فحال دونها ما لم يخطر ببال ، وظهر ما لم يتوقع فكانت عاقبة ذلك الخذلان. وتعين ذلك حوادثه.
مكث نحو خمسة عشر يوما ثم توجه إلى بغداد فأقام في
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٧٨.