حوادث سنة ١٢٣٨ ه ـ ١٨٢٢ م
وقعة الزبير :
كانت الزبير آمنة مطمئنة وكان أهلوها يدا واحدة فحافظوا على كيانهم حتى حصل بينهم الخلاف وسببه أن محمد بن ثاقب كان يحسد ابن زهير على ماله ، واستعباده الناس بسماحته ونواله ، فانقاد له أهل البلد لما طوقهم به من رفد ...
فادعى ابن ثاقب أن ابن زهير أمر بسمّ راشد بن ثامر وصدقه في دعواه بعض المغرضين الأوباش فسعى ابن ثاقب إلى حاكم البصرة فوافقه على ما طلب. فلما شاع أمر السم ركب ابن زهير متن الحذر وتترس بماله وتحيز لمن يغضب لغضبه ويعيش بسببه وبنشبه ...
وحينئذ ولما لم ينجح تدبيره أمر زمرته أن تخرج بأسلحتها إلى تلك البلدة ليكونوا على ابن زهير عدة وعونا. فلما دخلوها مدوا يد بغيهم وائتمروا بأمر من أوقعهم في غيهم. وعند الظلام تقلدوا سيوفهم ونظموا صفوفهم قاصدين دار ابن زهير غير ملتفتين إلى الغير. فعلم بهم قبل أن يصلوا الباب فقابلهم خدام ابن زهير فضاربوهم فجرح من جرح وانهزم من انهزم. فتزايد الشر وحاصروا الهاجمين إلى أن ساعد جماعة ابن زهير في الإفراج عنهم فرجعوا إلى البصرة ودخلوها بأمر من له الأمر حذرا من تفاقم الفتنة ، فنزل ابن ثاقب وأتباعه قريبا من نهر معقل وأمير البصرة محمد كاظم يأمره أن يستقر في ذلك المنزل.
وما زال ابن ثاقب في منزله حتى نزل عليه من عاداه فتقاتل الفريقان فلم يلبث إلا قليلا حتى ترك المقاتلة وكان قد قتل جماعة من الطرفين. ثم لما انهزم ابن ثاقب عبر الفرات ولم يقف عند هذا الحد بل كاتب من يساعده من الأصحاب.
وأكبر من ساعده محمد كاظم أمير البصرة فإنه بذل في سبيل تأييده