ومن ثم كتب إلى علي رضا باشا بلزوم محافظة أنحاء البصرة ، وأن يسرع فأجرى الإيجاب.
وبعد هذا قدم سفير الانجليز إلى الباب العالي مذكرة حاول بها أن يعفى عن داود باشا. ولكن الجواب المرسل من مقام الرئاسة كان يضمن أنه لزم القصاص الشرعي في حقه ولا يمكن العدول عنه فأجاب الترجمان أرى الأولى من صرف مبالغ طائلة أن تؤخذ منه المقادير التي سيؤديها ... ألم يكن ذلك خيرا؟
فقال له : إن الرجل خائن ، ولا قيمة للمبالغ التي يؤديها وإن الخزائن الموجودة معدة لتصرف في مثل هذه السبيل. فلا يستثقل من مصاريف باهظة مثل هذه ...!
فأعيد الترجمان.
حوادث سنة ١٢٤٧ ه ـ ١٨٣١ م
حادث بغداد :
يعين هذا الحادث وضعه التاريخي وما كان من مراجعات رسمية ، وما قصه أكابر رجالنا في بغداد. وخير من عولوا على بياناته الأستاذ محمد أمين الكهية مفتي بغداد الأسبق قال ما ملخصه : إن الدولة اختارت ـ بعد أن سمعت بحادث صادق ـ علي رضا باشا للمهمة فسار من حلب بقوة عسكرية كافية ، وكان معه من المبعدين والفارين من المماليك جماعة منهم رستم آغا ، وأخو شوكت صالح آغا وصالح چلبي الزهير ، وصفوق الفارس شيخ شمر ، وسليمان الغنام من رؤساء عقيل ...
وإن هؤلاء كاتبوا الأطراف وسعوا لجلب الأعيان وسائر من يؤمل منهم خدمة وصاروا يهتمون بمن يوافيهم فينال كل اعزاز وتكريم ...