شوكة ، وسعدون آغا (بلوك باشي اللوند) مع جماعة من المماليك في بغداد بصورة خفية ووعد كل واحد منهم بوظيفة وكتب بيورلدي (الرأي والأمان) وأرسله ، وأن السيد أحمد أفندي أيضا تمكن من جلب الكثيرين من الأهلين من محلة الشيخ فانحازوا لجهته. ولما أرسل المحضر إلى علي رضا باشا ولم يساعد فيه على مطلوب الأهلين وشاع خبره وتبين ذلك ، أكثر المماليك تبدلت أفكارهم واستفاد السيد أحمد أفندي وأعوانه ، وعلى هذا ونظرا لوقوع المخابرة بينه وبين علي رضا باشا ضبط (الباب الشرقي) وطرد محافظيه في الساعة الثانية غروبية في ليلة ربيع الآخر سنة ١٢٤٧ ه وسمع هؤلاء في إدخال عساكر (التيمار) إلى المدينة من ذلك الباب.
أما داود باشا فإنه بعد صلاة الفجر ركب فرسه وأراد أن يرمي بنفسه إلى القلعة الداخلية إلا أن ملا حسين رئيس الحشامات وكاتبه اعتذرا ، فذهب إلى دار نوح بك أحد أتباعه بجوار القلعة ينتظر ما ستؤدي إليه حالته ...
وبعد مرور بضع ساعات جاء من علي رضا باشا جماعة من الأمراء إلى داود باشا فأخرجوه بكمال الاحترام. فلما تقرب من خيمة علي رضا باشا استقبله ماشيا وسارع لذلك وبعد المعانقة دخل خيمته وسأله حاله وخاطره وتكلم معه بعض الكلمات الاعتيادية والرسمية ومن ثم قدمت إليه القهوة والجبوق فسقي من الفنجان الذي سقي به علي رضا باشا لإزالة الخوف عنه فإن علي رضا باشا أخذ فنجانه وقدم له فنجان نفسه فسكن روعه.
فلما رأى داود باشا هذا الالتفات من علي رضا باشا تخطر ابنه الصغير حسن البالغ خمس سنوات أو ستّا وقال : لا أدري أين صار حسن!؟ وعلى سؤاله أمر علي رضا باشا أن يتحرى عنه فوجدوه وجاؤوا به إليه.