تحادث الوزيران ساعة أو ساعتين ثم أعدت لداود باشا خيمة فأوصله علي رضا باشا إليها بنفسه وكلمه بأمور تسلي خاطره ثم عاد إلى خيمته وعين حراسا ومحافظين ورخص أن يأتي كل احد إلى داود باشا من خواص وعوام.
وأيضا أرسل أمرا إلى الحاج صالح بك يتضمن الرأي والأمان له كما أنه نصب درويش آغا القائممقام قائممقاما أيضا وأعلن بواسطة منادين العفو العام.
إن علي رضا باشا لم يدع داود باشا يدخل بغداد إلى أن يذهب إلى استنبول وإنما أقامه في محله وعرض الأمر على الباب العالي. والتمس العفو عنه.
قال صاحب مرآة الزوراء :
«وعلى ما سمعت مرارا من عثمان سيفي بك ومن حمدي بك أن داود باشا بعد أن أخرج من بغداد وجيء به إلى الفيلق اجتمع كل من رستم آغا وسعدون آغا والكتخدا السابق الحاج أبو بكر آغا الذين هم من المماليك مع سائر المتميزين لدى علي رضا باشا فكان البحث يدور حول قتل داود باشا ، أو إرساله حيا فكان رأي الكل مصروفا إلى قتله. اتفقوا على ذلك إلا أنه في أوائل سلطنة محمود خان كان عصى علي باشا المشهور والي يانيه فقتله خلفه الصدر الأسبق خورشيد باشا لكنه لم يتمكن أن يبرىء نفسه حتى الممات من التهمة الموجهة إليه من قبل الدولة وكذلك سوف لا يبرىء علي رضا باشا ساحته من الاتهام فيما إذا قتل داود باشا ولا ينجو من الشبهة حينئذ. هذا ما أورده علي رضا باشا فلم يوافق على رأيهم فنجا داود باشا.
وأرى أن نجاة داود باشا من غضب السلطان محمود وعدم قتله ثم نيله بعض المناصب في الدولة إنما كان لتأمين محمد علي باشا والي