مصر المشهور وأخذه تحت القيادة. فروعيت السياسة لهذا العرض. وإلا فإن قتله لصادق الدفتري المعدود من وكلاء الدولة ، ومجاهرته بالعصيان ، والاستيلاء عليه بقوة الجيش ثم إلقاء القبض ... كل هذا مما يدعو أن يسل السلطان سيفه عليه ويورده رمسه ... ولكن السياسة هي التي دعت لبقائه» اه (١) ...
وجاء في مجموعة المرحوم الأستاذ السيد نعمان خير الدين الآلوسي رقم ٢٥٩١ : «إن بغداد فتحت ليلة الخميس ٨ ربيع الآخر سنة ١٢٤٧ ه ودخل الوزير علي رضا باشا في ١٧ منه ـ ١٨٣١ م» اه.
قتلة المماليك وانقراضهم :
أكمل داود باشا لوازم سفره وأرسل برفقته ثلة من الخيالة التيمارية وعلي ياور بك من متميزي دائرة علي رضا باشا وآخرون ، فبعث بإعزاز وأمر علي رضا باشا أن يقتل إذا حاول الفرار ؛ أو جاء أحد لإنقاذه.
ثم علم بصورة سرية أن رئيس العبيد الشيخ سعدون وأهالي كركوك عازمون على انقاذه ، وأنهم سوف يحتركون إذا مر من جهتهم. وحينئذ بين أن هذه الحركة مضرة به ووخيمة عليه فسعى جهده لمنعها ...
ذهب الوزير داود باشا إلى استنبول وسر أكثر المماليك بوظائف داخلية وخارجية وطيب علي رضا باشا خواطرهم. ثم إنه مراعاة للأصول القديمة عين الوقت المرغوب فيه فدخل بغداد بكمال العظمة والحشمة. ولما كانت دار الحكومة احترقت نزل في محل اتخذ دارا للحكومة. وفي اليوم الثالث من دخوله دعا من يلزم دعوته لقراءة الفرمان بوزارته وملأ الدار المتخذة منزلا للحكومة من خيار الجيش وحشدهم في كافة نواحيها. وكان من الطبيعي حضور المماليك لسماع الفرمان.
__________________
(١) مرآة الزوراء ص ٥٦.