ولما اجتمعوا ذهب إلى دائرة الحرم بوسيلة أنه يريد أن يتوضأ وأمر بإعدام المماليك طبق المنهج الذي أعده. وعلى هذا صار كل واحد بيد عدة جلادين ولم تمض إلا مدة يسيرة حتى قضى على كل الموجودين كما أن الحاج صالح بك وصل إلى الدار التي أقام فيها حكومته أيام تغلبه فأنزل من فرسه وقتل إذ لم يصل في الوقت المقرر للحضور كما قتل إخوته.
ثم قرىء الفرمان بإعدام المماليك وسجل في سجل المحكمة الشرعية وأرسل من عهد إليهم أمر القبض على الباقين وقتلهم داخلا وخارجا فأعدم جماعة منهم ... ولم يبق إلا نحو عشرة أو اثني عشر فأرسلوا إلى استنبول.
والحاصل أن جميع من كان عند علي رضا باشا والذين كاتبوه أيضا قد اعدم أكثرهم. ومن بقي منهم اختفوا فسلموا من القتل وبعد مدة عفي عنهم فعادوا إلى بغداد وخصص لكل منهم على قدر حاله راتب.
وبهذه الصورة كانت مقدرات العراق مدة قرن بيد المماليك فانقرضت أسرتهم سنة ١٢٤٧ ه وصارت إدارة بغداد بيد الدولة رأسا كما كانت (١).
قال لطفي في تاريخه : هذا ما حصلت عليه من المعلومات المحلية وما نقل عن الأستاذ محمد أمين الزندي وفي مجموعة الأستاذ الآلوسي «إن قتلة المماليك كانت في ٢٢ ربيع الآخر سنة ١٢٤٧ ه».
حياة الوزير داود باشا :
من أكابر وزراء بغداد أبقى ذكرا لا ينسى ولد نحو عام ١١٨٨ ه ـ
__________________
(١) تاريخ لطفي ج ٣ ص ١٤٢.