وقال صاحب مرآة الزوراء :
«ومما يؤسف له كثيرا أنه في زمن حكومته حصل منه حيف وظلم في أمور كثيرة فلم يخل من أن ينعت به ، ولم يكن كريما ، سخيا. وتجاوز الحد في جلب المال وادخاره فأفرط ولا تزال الرسوم التي طرحها على بغداد يئن من ثقلها الأهلون. فاستمر أخلافه على استيفائها مع أنها لم تكن معروفة قبله ، ولا مسموعا بها ...
وكل هذا لم يمنع أن له مآثر لا تنكر. بنى ثلاثة جوامع كبيرة وأخرى صغيرة تقام فيها الجمع وثلاث مدارس ، وقام بعمارة مساجد وجوامع أخرى وعين لها خداما وموظفين فأحيا ذكره.
وصار له من الأولاد نحو الأربعين من الذكور فلم يعمر منهم أحد وتجرع مرارة وفاتهم في حياته والظاهر أن الباري تعالى عاقيه بذلك من جراء عمله في قتل ابن سيده وهو سلفه سعيد باشا» اه (١).
وفي تاريخ مجهول المؤلف جاء ما نصه :
«وأما هذا الوزير داود فقد انقضت أيامه عند خلاص الطاعون من بغداد. وأما وقائعه فما تذكر لقبحها ولمزيد ظلمه ... وليس له مادة حسنة كي يعتني المؤرخون بذكرها حتى لو أننا نذكر من تعديه على عباد الله لأفضى إلى كفره وإنكاره. أسس أشياء من الظلم ما تخطر في قلب فرعون وكان بخيلا جدا مع زيادة أمواله ، يغصب الناس أموالهم ظلما وعدوانا والحال سير إلى اسلامبول في ربيع الثاني من هذه السنة سنة ١٢٤٧ ه بأمر السلطان محمود ، سيره علي باشا مهانا كما ذهب الحمار بأم عمرو ... كان يغصب أموال الناس بواسطة حاج أفندي
__________________
(١) مرآة الزوراء ص ٥٩.