حالته الأولى. وحينئذ استعد له الوزير ، فنهض بنفسه فلما وصل إلى قريب من العرجة (العرجاء) وتبعد ١٦ ساعة عن البصرة إلى محل يقال له (أم الحنطة) علم الشيخ بمجيء الوزير فوجد أن لا قدرة له على المقاومة فاضطر إلى ترك الديار (١).
وفي هذه الواقعة مدح الشيخ حسين العشاري الوالي بقصيدة وبها ذم المنتفق (٢).
حوادث سنة ١١٨٣ ه ـ ١٧٦٩ م
قتلة عبد الله بك الشاوي :
أرسل الشاوي من جانب الوزير لإصلاح ذات البين وتسوية المشاكل بين متسلم البصرة والشيخ عبد الله فقال صاحب الدوحة : إنه قام بما ينافي الصدق والسداد وخان في القضية وتحرك خلاف رضا الوزير. والحال أنه لما شعر بقوته وهزم شيخ المنتفق أراد أن يقضي على أكبر متنفّذ لديه وكانت لعبد الله بك مكانة في قلوب العشائر والأهلين لا في زمنه بل في زمن أحمد باشا. ولذا بعد انهزام الشيخ قبض عليه في (أم الحنطة) وقتله ولعل المتسلم أغراه بقتله بقصد التشويش على الوالي أو أنه لم يتحمله. وبقي هناك مدة للقيام ببعض المهام.
وفي هذه الأثناء ورد بغداد خبر قتل عبد الله الشاوي فنهض أولاده الحاج سليمان وسلطان وغيرهما وجميع أفراد قبيلة العبيد اتفقوا معهم واعتضدوا بهم واحتشدوا في الدجيل وكانوا قوة مهمة
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٥٦.
(٢) ديوان العشاري ص ١٣٩.