العراق جاءه من استنبول وانتشر في أنحاء العراق. هلك فيه خلق لا يحصي عددهم إلا الله. وفي مدينة بغداد مات في اليوم الأول بهذا المرض سبعون ألفا ، وفي اليوم الثاني والثالث لم يحص عدد المصابين. وأن العتبات العاليات كان فيها أفاضل العلماء. ذهبوا ضحية هذا المرض إلا نفرا معدودا فروا اتقاء منه وكان في أجلهم تأخير. وأن المؤرخ السيد محمد السيد زينا الذي هو من أدباء ذلك العصر نعت في تاريخه هذا المرض (بالطاعون العظيم).
سرى إلى البصرة وبوشهر بحيث هلك القسم الأعظم من سكان البلاد المشهورة والقرى والبوادي (١) ...
حوادث سنة ١١٨٧ ه ـ ١٧٧٣ م
الحالة بعد الطاعون :
بعد حادثة الطاعون رجع الأهلون كل إلى مكانه. وأن المدينة ظاهرا انتظمت أمورها لكنها لم تتكامل وبقيت في حالة تشوش. لأن الذين كان يعول عليهم في الإدارة وحسن النظام ماتوا ولم يبق من يقوم بشؤون الحكومة من أهل الكفاءة وولي الأمور من لم يكن أهلا للقيام فانحلت أمور الديوان فاضطر إلى ترغيب الاكراد والعربان سكان البوادي. ولقلة خبرتهم بالإدارة تشوشت الأمور وانحلت.
أما العشائر العربية فكانت تنتظر وقوع أمثال هذه الأمور لإثارة الفتن (٢).
__________________
واستمر إلى سنة ١٢١٩ ه. وطبعت في حيدر آباد سنة ١٣١٧ مع الذيل.
(١) تحفة عالم ص ٨٦.
(٢) دوحة الوزراء ص ١٥٩.