حوادث سنة ١١٨٩ ه ـ ١٧٧٥ م
محاصرة البصرة :
إن صادق خان أخا كريم خان الزندي توجه نحو البصرة لمحاصرتها والاستيلاء عليها. ولما وصل إليها كان متسلمها سليمان آغا. وكان مقداما هماما. فلم يصبه تزلزل ولا بالى بالإيرانيين وإنما سكن روع الأهلين فحثهم على الدفاع وراعى لوازم الحصار.
أما الإيرانيون فإنهم أحاطوا بها من كل صوب وشرعوا بالحرب فطالت المحاصرة. وأشكل الأمر بسبب الهجوم من جانبين فالوزير نظرا لقلة جيشه لم يستطع إرسال قسم إلى جهة أنه كان يبعث الأمل ويحرض على الدوام في القتال والمصابرة ويخبر بأن الدولة أرسلت جيشا وأنه سيوافي عن قريب. وصل إلى المحل الفلاني ويقول : ثابروا على الدفاع. إن بغداد بعثت كذا مقدارا من الجيش لمعاونتكم وإنه واصل لا محالة.
كل هذا تقوية للقلوب وبعث الأمل في حين أنه لم يرسل إليهم ولا وصل إليهم مدد.
ثم أرسل الوزير كتخداه عبد الله الكهية مع مقدار من الجيش فلم يتمكن أن يجتاز الخزاعل. وصل إلى جليحة لقتالها. فتغلبت عليه. فبقي الوزير في اضطراب وحيرة. وكذا الأهلون في بغداد كانوا في كدر وحزن.
وفي تحفه عالم :
«إن والي بغداد اتخذ سلوكا رديئا نحو سكان العراق لا سيما زوار العتبات وساكنيها من القزلباشية (١). كان يأخذ منهم الأموال الوافرة
__________________
(١) يراد بهم الجيش الإيراني أو الإيرانيون مطلقا.