بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد فهذه صفحة أخرى تالية لما سبقها من بيان حياتنا الماضية وتطورها ، كاشفة عما اتصل بنا من حوادث. وهدفنا أن نتطلع إلى وجوه الانتفاع وإلى ما طرق من مضايق حرجة وما اتخذ من مخارج ، أو ندرك الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في حالات الهدوء والاضطراب ...
وتخص تلك الحوادث أيام (المماليك) المعروفين بـ (الكولات). نرى المطالب فيها أوسع والعلاقات أكمل وأتم. جاءتنا فيها الوثائق أكثر. وتبينت لنا الحالة أوضح لقرب العهد منا. وفيها من السياسة ضروب ، ومن الاتجاهات أنواع. ومثلها في الثقافة ما لا يقل شأنا. وهكذا سائر الأحوال مما يدعو إلى الانتباه والمعرفة الحقة بالرغم مما يحوطها من الاتجاهات.
وحوادثها من سنة ١١٦٢ ه ـ ١٧٤٩ م إلى سنة ١٢٤٧ ه ـ ١٨٣١ م. وتعد زمن نهضة وأملنا أن تكون هذه المباحث عند رغبة الأفاضل.