وللوصول إلى حل صحيح يجب أن ترفع الوحشة من أذهان الأهلين ، ويتوسل بالتدابير الناجعة ومن أهمها أن يرسل جيش قوي فيزيل غائلة ايران ، ثم ترفع النفرة بين الأمراء وبين الأهلين. وما ولدته قتلة عمر باشا من سوء تأثير. والعراق في هذه الحالة بين غوائل التسلط من ايران ، وبين عشائر العرب ، وعشائر الكرد فأخطاره متوقعة ، ويخشى من حدوثها في كل حين. فمن الضروري امداد بغداد بقوة وإلا فإن حسن باشا وعبد الله باشا لا يستقر بينهما الأمر. ولا تهدأ الحالات الأخرى. هذا مع العلم بأن التضييق على ايران من جهة بغداد من أشق الأمور وأكثرها صعوبة ، وإنما المهم أن يكون ذلك من جهة أرزن الروم.
والأمر لا يقتصر على بغداد وحوادثها بل الضرورة تدعو إلى ترقب الأحوال الأخرى ، فيخشى من ظهور وقائع جديدة مما يدعو فيه الأمر إلى الالتفات ، ويستدعي الأخذ به للحيطة والتدابير الضرورية فلا يغفل عنها. ولا شك أنه يرمز إلى لزوم مهادنة المماليك وترك أمل القضاء عليهم ... هذه خلاصة ما في التقرير (١).
الإمام إبراهيم :
أمر الوزير عمر باشا بتعمير ضريح الإمام إبراهيم وهو بقرب الحيدر خانة. ومدح حسين العشاري هذا الوزير بقصيدة يثني فيها على هذا العمل المبرور (٢).
__________________
(١) تقرير الحاج علي باشا عندي مخطوطتان منه إحداهما بخط ابنه الحافظ عبد السلام مؤرخه سنة ١١٩١ ه. والأخرى بخط محمد الوصفي الخطاط المعروف مؤرخة في سنة ١٢٢٦ ه.
(٢) ديوان العشاري ص ٢٧٢ وكتاب المعاهد الخيرية.