العيش إلى أن وصلوا إلى درجة لا تطاق ولم يبق لهم صبر على مقاومة الجوع.
وفي زمن عمر باشا استمدوا فلم يقطع أملهم وحرضهم على الصبر والدوام على الحرب إلى أن يأتيهم المدد. فوعدهم بوعود مفرحة يقوي بها قلوبهم في رسائله التي كان يبعث بها ثم استغاثوا بمصطفى باشا وطلبوا المدد فلم يرد منه ما يسرّ الخواطر أو يشجع على الدوام ثم إنه كتب إليهم بأنه لا يسعه أن يمدّهم لا سيما بعد أن رأى المماليك كلهم إلبا عليه والفتنة في بغداد مشتعلة كما أن الإيرانيين أوهموه بالصلح أو أن المماليك اختلقوا ذلك ليرفع الجيش عنهم ولذا قال : أرضوا ايران بقسم من المال ليرفعوا الحصار عنكم وإلا فخذوا منهم عهدا بأن يحافظوا على أموالكم وأعراضكم وسلموا إليهم المدينة.
وعلى هذا شاور المتسلم سليمان آغا الأعيان بما ينبغي أن يتخذوه نظرا لما قطع به الوالي من آمالهم فلم يروا وسيلة غير التسليم. ولذا خابروا قائد ايران صادق خان أن يؤمنهم على أعراضهم وأموالهم ويسلموا المدينة فوافق.
وفي آخر أربعاء من صفر سنة ١١٩٠ ه دخل صادق خان بجيشه ، وألقى القبض على المتسلم والدفتري وصاحب الكمرك وسائر الوجوه والأعيان فاستولى على جميع أموالهم الظاهرة والخفية وأرسلهم أسرى إلى كريم خان الزندي في شيراز. ثم إنه أراد أن يأخذ الأموال الأخرى من البصرة فتعدى وتجاوز بظلم وعسف وسلب الأهلين من أعيان وأداني فلم يذر أحدا إلا غرمه وانتهبه وصار أهل الثراء لا يستطيعون الحصول على قوت يومهم وإنما كانوا يمدون يد الاستجداء إلى غيرهم وصاروا في فقر مدقع وحاجة شديدة.
ثم إن صادق خان ترك من أمرائه محمد علي خان حاكما في