البصرة وأبقى عنده نحو عشرة آلاف من الجند وعاد بالباقين ومعه الغنائم والأموال الوفيرة ورجع إلى شيراز (١).
وقال صاحب تحفه عالم عن حادثة سقوط البصرة إن العثمانيين توصلوا بالأمان وجعلوا واسطة هذا الأمر (السيد نعمة الله) وكان من المحصورين أرسلوه إلى صادق خان للمفاوضة معه في الصلح وكيفية تسليم المدينة فقام بما أودع إليه وذهب إلى صادق خان فأخذ منه المواثيق أن لا يتعرض للنفوس والأعراض. فبلغ هذا الأمر إلى سليمان آغا وسائر أمراء الجيش.
وفي اليوم التالي دخل أفواج القزلباش إلى المدينة فتنفس الصعداء كل من كان في ضيق من القحط وأخذت تتلى الخطبة الاثنا عشرية وصار يكرر على رؤوس المنابر ومآذن المساجد الأذان الجعفري وضربت النقود بأسامي الأئمة الاثني عشر وأن السردار استحصل من الناس ذهبا كثيرا وأرسل سليمان آغا وجماعة من أعيان البصرة بمن فيهم من مسلمين ويهود وأرمن بمعية ابنه علي نقي خان إلى شيراز فكتب إليّ أخي كتابا يوصيني فيه بحسن المعاملة للأسرى. وكنت آنئذ مقيما في شوشتر (تستر) فدعوت سليمان آغا مع بعض أخصائه إلى منزلي فقمت بالواجب وبما يدعو للتسلية. فوجدت سليمان آغا ذا رأي متين وعزم قوي.
ثم توجه بعد بضعة أيام إلى شيراز ولقي من الشاه كل اعزاز واحترام. وبعد وفاة الشاه عاد سليمان آغا ثم نال منصب وزارة بغداد (٢).
وقال صاحب التحفة : إن أخي بعد حادثة البصرة قصد الذهاب إلى
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٦٩.
(٢) تحفه عالم ص ٨٦.