على ظهور الخيل طلبا للنجاة وتشتت شمل جموعهم. وفي هذه الوقائع أبدت قبيلة العبيد ما لا يوصف من الشجاعة وناصرها الكرد مناصرة تذكر (١).
عاقبة سليم أفندي :
جال عليه الدهر بنوبة جولة ، وداس عليه بمناسمه فأذهب طوله وحوله ، فلما خرج من بغداد ووصل ديار بكر بلغ السلطان ما فعل من الفساد ، فأرسل من يأخذ ما عنده ، ويوهن بالإسار زنده ، ويجعله في قلعة هناك ويبشره بعدم الانفكاك وأمر السلطان مع ذلك بأخذ داره وما فيها من لجينه ونضاره وأعطيت لشيخ الإسلام لكونها دارا حسنة لم ير مثلها من الدور في دار السلطنة ، وأرسل هو بعد حبسه وإشفاقه على روحه ونفسه إلى الوزير حسن باشا سائلا شفاعته في درء هذه المحن وإلى أمير حمير ابن شاوي مع ما فعله من المساوي ... ثم بعد أيام جاء الخبر بقتل سليم (٢).
حوادث سنة ١١٩٣ ه ـ ١٧٧٩ م
نجاة البصرة :
مر أن صادق خان الزندي استولى على البصرة وانتهب أموال الاغنياء وأضر بالآخرين وسحقهم ، وأنه نصب علي محمد خان حاكما عليها ومعه اثنا عشر ألفا من الجنود ، ثم ذهب بباقي الجيش إلى شيراز. أما علي محمد خان فإنه تمكن في البصرة مدة سنة جار في خلالها على الأهلين وأرهقهم ذلا لدرجة لا تطاق فتذمروا منه كثيرا ، وأراد أن يمد
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٧٨ ومطالع السعود ص ٦٦.
(٢) مطالع السعود ص ٦٧.