حوادث سنة ١٢٦٩ ه ـ ١٨٥٢ م
الوالي محمد رشيد باشا الكوزلكلي
يدعوه العراقيون (أبا مناظر) (١). وهذا طالت أيامه أكثر من سابقه ، عهد إليه بمنصب ولاية بغداد في ذي القعدة سنة ١٢٦٨ ه ، ودخل بغداد في ٥ ربيع الأول سنة ١٢٦٩ ه.
ولما كان الأستاذ محمود الآلوسي في دياربكر ، وواليها آنئذ عبدي باشا (عبد الكريم نادر) وردها هذا الوالي فاستقبله عبدي باشا وجماعة بينهم الأستاذ الآلوسي.
قال الأستاذ الآلوسي في حديقة الورود :
«واتفق أن ألح عليّ بانتظاره والي هاتيك الديار حر الأخلاق ، عبدي باشا ، يسر الله له من الخير ما يشاء ، فلم يمكني إلا الامتثال ، لما أن الوالي المشار إليه على غاية الإفضال ، فبقيت نحوا من ثلاثة أشهر منتظرا له ، مستشرفا حله ومرتحله ، حتى إذا قدم مع بعض الأعيان ، وآل الخبر إلى العيان ، رأيت منه في هاتيك الديار ، ما أنطقني فأنشدت من دون اختيار :
سمعت بوصف الناس هندا فلم أزل |
|
أخا صبوة حتى نظرت إلى هند |
فلما أراني الله هندا وزيّها |
|
تمنيت أن قد زدت بعدا على بعد» اه (٢) |
وقال في رحلته نشوة المدام ما نصّه :
__________________
(١) المناظر : العوينات في لغة العراقيين مأخوذة من النظر. ويقولون (أبو مناظر) ، والمعروف المتداول (كوزللكي) نعت لهذا الوزير بلفظه التركي.
(٢) حديقة الورود ص ٦٤٨.