وفي أيام الوالي عبد الرحمن باشا تبين ضرره على أطراف بغداد والكاظمية وقلّ ماء الحلة فسده سدّا محكما (١). فكانت سدة السرية موجودة قبل ورود سري باشا بكثير.
حوادث سنة ١٢٧٠ ه ـ ١٨٥٣ م
حرب روسيا والدولة العثمانية :
في صفر هذه السنة جاءت الأخبار بانتصار الدولة العثمانية على المسقوف وكانت الواقعة عظيمة ، وقد عرفت درجة العلاقة من جراء الإعانة التي جمعت للدولة ..
وشاع الخبر في بغداد أن شاه العجم ناصر الدين شاه أعان الروس وبعث لهم مهمات وأطعمة .. وأنه اتفق مع الأعداء .. فصعب الأمر عليهم خصوصا أهل خانقين ، وكان القائممقام هناك محمود بك ، فهمّ أن يجمع جيشا تأهبا للطوارئ ومثله الوزير محمد رشيد باشا. جهز عساكر من عقيل ، لعين السبب. فاضطرب أهل بغداد ، واستولى عليهم خوف عظيم ، لقلة عساكر البلد وضعف الناس عن عادتهم الأولى من قلة أموالهم وسلاحهم ، وانهدام سور البلد فغلت الأسعار عن مألوفها. وفي ربيع الأول أتى الخبر إلى قنصل الإنكليز أن الشاه رجع عن الحرب ، وفرق عساكره المجموعة لأجل حرب بغداد ، وأظهر الصلح ، وسببه كان من إمام الجمعة ، وهو رجل كبير ، مسموع الكلام عند الشاه ، وعند جميع أهل إيران ، فطلب من الشاه أن يترك هذه الأمور بداعي أننا إسلام والعثمانيون إسلام ، ويكون الحرب نصرا للكفّار ، وهذا لا يجوز في الشرع ، فترك ذلك.
__________________
(١) تاريخ الشاوي بتلخيص ص ٢٥.