لا يتمكن على الأعراب. وأكبر مانعة وجود الأهوار ، فهي عثرة في طريق الجيش.
ولم يكن قد حسب لها حسابها حتى شاهدها عيانا ، وكان يظن أن الجيش الموجود لديه يكفي للقضاء على غائلة العشائر في حين أن القوة وإن كان لا يستهان بها وكافية للتنكيل بهم إلا أن الموانع الأرضية والأوضاع الطبيعية لم تحقق آماله ، فقام بمهمة سد الهندية وأظهر ذلك تعميرا لمغلوبيته ، وفي كل أعماله هذه لم ينجح إلا أنه أبرز قدرة وأظهر شجاعة بالغة الحد ، وليس من الصواب توجيه اللائمة عليه. وإنما كان ذلك منهاج دولته كما تقدم فاختارته إلا أنه لم ينجح.
أخبار الشاه ـ الهماوند :
«في هذه الأثناء وردت الأنباء بأن ناصر الدين شاه وافى إيالة (سنة) بجيش يبلغ عشرين ألفا ، فاضطربت عشائر الحدود العراقية لهذا الحادث. وقلقت راحتهم ، وأن السردار نهض بما تيسر له من الجيش وسار نحو الحدود فورد السليمانية ، وهناك علم برجوع الشاه.
أما الوزير فقد اتخذ وجوده وسيلة للقضاء على غائلة (الهماوند) ، لما قاموا به من سلب راحة الأهلين ، وإيقاع الأضرار بهم من نهب وغصب .. فمضى إليهم الوزير ودمرهم ، كما أنه جنّد ما استطاع تجنيده من لواء شهرزور ، وأقام بمهمة تحكيم القلاع وإنشاء ما يقتضي من تحكيمات في الحدود ، ورتب الأحوال هناك بالوجه المطلوب ..» اه (١).
وهذه القبيلة ضربها السردار الضربة القوية ذلك ما دعا أن تتألم دولته للحادث فغضبت من فعلته. ولعلها كانت تريد أن تماشي هذه القبيلة حذر أن تستغل إيران وضعها ، وتجلبها لجانبها ففاجأه الباب
__________________
(١) مرآة الزوراء ص ١٣٨ ، وبغداد لنجيب شيحة.