الآن. وإنما يأتي تفصيلها. وعندنا برزت أوضاعها عيانا. والحوادث التي نذكرها مما يهم العراق أكثر وهي ذات علاقة مباشرة بنا ولها ملامسة بأوضاعنا وحالاتنا الأخرى. ولا ننس ما له اتصال قلّ أو كثر مما يؤثر تأثيرا مشهودا.
كل هذه مما نبّه العراق وجعله يفكر في مصالحه ويراعي ثقافته ويقرر اقتصادياته للنهوض بمستواها فوجد نفسه مكتوف الأيدي كما شاعت حوادث العالم وانتشرت فكان أثرها أكبر وإن كانت تلك ذات صلة أمكن.
ولا شك أن هذه دروس عملية لا تقتبس من كتاب وإنما أقرّها التاريخ. وهي نتيجة اتصال بالحوادث وصفحاتها المتحولة والمشهودة كل يوم فتتكرر وتمضي فلا تزول بزوال الشخص ولا تموت بموته بل هي حياة عامة. وحوادث العصر الثابتة هذه تحقق ما وراءها.
وهنا لا نقتصر على المهم العام وحده وإنما نراعي تسلسل المطالب للارتباط البين. ومن الله تعالى التيسير.
حوادث سنة ١٢٤٧ ه ـ ١٨٣١ م
الوزير
علي رضا باشا اللاز
لا يختلف هذا العهد عن الأزمان السابقة. وأن التنظيمات الخيرية لم تؤثر فيه إلا قليلا فكان بعيدا عن الإصلاح. توالى فيه وزراء كثيرون يحملون عقليات جافة ـ كما حدثت فيه أحوال سياسية مهمة وأوضاع داعية للالتفات تيسرت لنا وكشفت عن أحوال هؤلاء ولم تتيسر لغيرنا ممن شكا من قلتها.
وهذا الوزير أحد ولاة الدولة. لا يفترق عنهم بما يمتاز به.