حوادث سنة ١٢٧٩ ه ـ ١٨٦٢ م
شمر والوزير :
«في أوائل حكومة هذا الوزير أرسل بالعساكر النظامية ، والخيالة (الفرسان) ومعهم مقدار من عشائر زبيد ، والشيخ سعدون شيخ العبيد (١) ، وشيخ ناصر أخو منصور شيخ المنتفق ، ومعه فرسان المنتفق ، وشبلي باشا ، وإبراهيم باشا الفريق ، وسيرهم لمحاربة شمر ونهبهم ، وإباحة أموالهم ، فلما علموا بذلك ، وكان شيخهم فرحان (الصفوق) انهزموا إلى أطراف سنجار ، ومنهم من فرّ إلى أطراف الخابور ، فلم تظفر العساكر بهم ، وكان التراخي من شبلي باشا وإبراهيم باشا. ولو أن الأمر راجع إلى سعدون شيخ العبيد والأعراب لظفروا بهم ولكن شبلي باشا حاذر على العساكر ، وظفر بشرذمة قليلة من شمر فنهبوها ، وأخذوا منهم سبعمائة بعير ، وأدركهم الحر فرجعوا إلى بغداد. فلما علم نامق باشا غضب على إبراهيم باشا وعلى شبلي باشا للفتور الذي حصل منهما.
وفي ربيع الثاني ورد بغداد سميط أحد شيوخ شمر وتواجه مع حضرة الوزير ، وصارت مقاولة فيما بينهم أن يؤدوا مقدارا من الخيل ومن الأباعر ومن الغنم عوض ما نهبوا في أيام توفيق باشا من الكراوين (القوافل) ، ومن المسافرين والمترددين ، فقبل سميط أن يؤدوا ما أراده الوزير نامق باشا ، وطلع من بغداد وأرسل معه حضرة الوزير كاتب العربية محمد أمين أفندي ، ومعه سنجق مشيخة فرحان علي شمر ، وأن يتسلم من العرب الأباعر والخيل والغنم ، فبقي عندهم أياما ، ثم جاء إلى
__________________
(١) هو سعدون بن مصطفى بن حمد بن ظاهر بن نصيف بن شاهر راس الفخذ المعروف بـ (البو شاهر). ومصطفى اليوم رأس فخذ (المصطفى) من فروع البو شاهر وهو فرع الحمد الظاهر. ورئيسهم اليوم محمد صالح بن علي بن سعدون المصطفى ..