يجب أن تتمتع بإدارة قويمة .. والأهلون هناك يبلغون نحو ٣٠ ألف نسمة لا يزالون في حال العزلة.
ولما ورد الوالي البصرة وافى إليه جماعة من رؤساء الأهلين هناك وأشرافهم فطلبوا إليه أن يدخلوا ضمن تبعة الدولة ، وأن ينالوا نصيبهم من الرفاه ، والعدل ، وأن شيخهم الحالي عبد الله الصباح قد نصب (قائممقاما) ، وأجري المقتضى هناك ، وجعل القاضي (نائب الشرعية) محمد بن عبد الله العدساني ، وفيها جوامع عديدة ، فاختير منها خمسة كبيرة لإقامة الجمعة والصلوات. ووجهت الخطابة لمن يقوم بالأمر. وطلب من استنبول بروات شريفة لهؤلاء الذين تعيّنت أسماؤهم .. وأما أمور الضبط ، وضابطة البحرية فإنها في موقع الدرس. قالوا وسوف توسع التجارة وينال هؤلاء الرفاه والعمارة ويصيبهم العدل ، والعناية بعين عناية السلطان ..
الكويت وتابعيتها
الكويت تبعد عن البصرة بحرا (٦٠) ميلا وتقع في ساحل نجد. أهلها مسلمون ، ولم يكونوا تابعين لدولة .. وكان الوالي نامق باشا قد عزم على إلحاقها بالبصرة. وأن تكون للدولة الحماية عليها .. ولكن الأهلين اعتادوا أن يكونوا بنجوة من التكاليف ، وكانت إدارتهم على البساطة لم يوافقوا أن يرضخوا لأحد .. ولم يؤدوا الضرائب ولا الرسوم الجمركية ، فأبقوا على ما كانوا.
وبيت الإمارة يمتّ إلى قبائل عنزة من القبائل العربية ، مالت إلى هذه الديار منذ خمسمائة سنة ، مع قسم من عشائر مطير والأمراء ينتسبون إلى فرع من عنزة يقال له الشملان. ومن هؤلاء (الصباح) باسم جدهم الأعلى فعرف بهذا الاسم ، فتكون منه البيت المالك وهو الذي شكل هذه البلدة ، أو كانت صغيرة فوسعها. وكانت بيد آل عريعر من بني خالد