السليمانية ، وعهد بمنصبها إلى قربي باشا متصرف الحلة الأسبق. وكان هذا خطاطا ، أستاذا في الخط ، أخذ عنه خطاطون عراقيون إجازة في الخط. ولا يزال خطه معروفا ، متداولا بين الخطاطين وعندي بعض خطوطه.
مراكب بخارية :
ورد بغداد من البصرة مركب آثور يحمل آلات وأدوات عديدة. واشترى من شركة صينية مركب آخر بشرط التحقيق عن سلامته وامتحان آلاته أورد إلى بومبي .. ولكنه لم يصادق عليه .. فاقتضى شراء غيره. قرر الشراء من لندن ، فاشترى بمبلغ (٢٨٠٠٠) ليرة.
مدحت باشا في البصرة
المنتفق أيضا :
كان مدحت باشا بالنظر لما قام به من الأعمال يعد من أعاظم الرجال ، بل لو اجتمع مئات لما قاموا بما قام به ولكنه رأى المعارضات كبيرة ، والتصلب في الآراء شديدا جدا ، فكان لا يقنع بترجيح رأي لموافقته لآخر ، وإنما زاول الأمور مباشرة ، فلم يكن منقادا لرأي دون أن يتحقق الحالة بنفسه مما دعاه أن يذهب إلى البصرة ، ويتحقق أوضاعها ليكون على علم بما يجري أو يقع. وأمله أن يقوم بأعمال أخرى أيضا. وربما كانت الأعمال الأخرى هي المقصودة. وهي قضية نجد.
سار هذا الوزير إلى البصرة ، ووصل ملتقى النهرين (القرنة) ، وشاهد بعينه أكثر القرى والمزارع المنوي إفرازها من لواء المنتفق ، وعلم مواقع أخرى ومزارع .. بل درس الحالة هناك من جميع وجوهها ، ودعا الشيوخ والمعتبرين ممن هو قريب من تلك الأنحاء وسألهم عن أحوالهم