العلاقة .. أو صنائع الدولة آنئذ .. وغالب ما نراه أن المقصود به هو أن لا يفاجأ العمل المنوي بمعارضة. وهذا هو الذي حدا بالمتأخرين أن يعدوا ذلك من حسناته. والحق أنه قام بالمهمة ، فرأت قبولا لا مزيد عليه .. وكان الأغنياء وأعيان المملكة مرغمين عليها .. وعدّوها ضريبة .. ثم صارت نتائجها نفعا كبيرا للمتفوضين ، وجاءت بالخير العميم للأهلين ولخزينة الدولة ..
وجل ما نقوله إن الدولة جربت تجارب عديدة للحصول على أقصى حد ممكن من الضرائب وملخص أعمالها أنها كانت تجبى رأسا ، أو بطريق الالتزام المقطوع ، ولا شك أن وارداتها تنغصت بوقائع مؤلمة ، وحوادث ملأت غالب صفحات (تاريخ العراق) .. من جراء أنها لم تجعل علاقة لمالك بها ، بل يتهافت عليها المتزايدون فيقبلها أصحابها بمبالغ كبيرة ، فيعجزون عن الأداء فتحدث الفتن ، كما أن ضرائبها كانت قاسية تقاسم الأهلين في النصف ، أو تأخذ الثلثين ، وإذا رأت نقصا عوضته من ناحية التخمين والتقدير ، وإذا شعرت بضعف وخوف خمنت بالقليل ورضيت به ومشت على رأي القوي وتابعته في تقديره ، وهكذا كانت لا تجري على قاعدة معينة فتعطلت التدابير ، ولم يكن لها قدرة على الإجراء ..
وتلخص أعمال الوزير في أمرين :
١ ـ حصوله على المال.
٢ ـ جعل المتصرف بالأراضي كما يقول القانون (متفوضا) بالأراضي فتبقى رقبة الأرض بيد الميري.
ومن ثم قام بمهمته إلا أن العراق كله أراض وإصلاحه غير متيسر في آن واحد ، بل إن تخريبات العصور لا تعمرها الأيام المعدودة .. ولا يستطيع إيجاد إدارة جديدة في يومين .. والعراق قد دمّرته الفتن وأزعجته