حوادث سنة ١٢٥٥ ه ـ ١٨٣٩ م
خط كلخانه ـ التنظيمات الخيرية :
في ٢٦ شوال أعلنت التنظيمات الخيرية (خط كلخانه) المؤرخ ٢٦ شعبان. قررت فيه الدولة لزوم الإصلاحات العدلية ، والنظامات اللازمة لتهدئة الرأي العام الأوروبي الهائج على الدولة وأملها أن تجلب ودّ الدول الغربية وقررت لزوم تشكيل سفارات في باريس ولندن وعزمت على إصلاح التشكيلات الإدارية وقبول النظم المالية. قرئ خط كلخانة بصوت جهوري بمحضر من العلماء والوزراء والأعيان وسائر رجال الدولة في (ميدان كلخانة) في القصر العالي بحيث فهمه الكل .. وأعلن أيضا في سائر البلاد العثمانية ومنها بغداد .. فأجريت له الاحتفالات الكبيرة وأطلقت المدافع .. وتلته التنظيمات الخيرية ..
وهذا الفرمان يصرح أن الدولة كانت تراعي الأحكام الشرعية فبلغت قمة المجد ، ومنذ مائة وخمسين سنة أهملت الإدارة الشرعية بسبب الغوائل ، وما عرض من الحوادث .. فاقتضى مراعاة ما يجب لوضع قوانين جديدة لانكشاف القابليات في الأهلين ، وحفظ نفوسهم ، وأموالهم وأعراضهم ، وأن تقوم بحسن الإدارة ، وتعيين الضرائب ، وتحديد مدة الجندية وتأكيد الثقافة ، فأوضح المنهج للعمل ، وهدد المخالف بأعظم العقوبات وأمر أن يرتب (قانون عقوبات) .. وأن يكون الإصلاح عاما شاملا فلا يقتصر على ناحية دون أخرى (١).
والحق أن الدولة كانت بيد المتنفذين والينكچرية فبلغ سوء الإدارة
__________________
(١) تاريخ لطفي ج ٦ ص ٦٠ وما يليها نص هذا الخط .. والدستور القديم التركي والعربي ج ١ ص ٢ وفيه نصه العربي وكتاب (تركيا وتنظيمات) تأليف سفير فرنسا (اد. انكله لهارد) نقله إلى التركية المؤرخ علي رشاد في تاريخ الإصلاحات في الدولة العثمانية. طبع سنة ١٣٢٨ ه.