واعتبروا الأشهر الإيرانية أسماء فارسية ، فاختلفت عن الميلادية في الشهور وفي مبدأ السنة. ويتوقع أن يحدث عندهم مثل ما حدث في الجمهورية التركية.
وإن الحكومة المصرية بدأت في ٢٩ رجب سنة ١٢٩٢ ـ ١ أيلول سنة ١٨٧٥ باستعمال التاريخ الغربي الغريغوري. وتعد أسبق بلاد الدولة العثمانية إلى قبول هذا التاريخ (١).
وعندنا حدث عين ما حصل للعثمانيين إلى سنة ١٣٣٥ ه ـ ١٩١٧ م. ففي أول يوم من الاحتلال قبل التاريخ الميلادي عينا وفي أيام الدولة العراقية استعمل معه التاريخ الهجري. ولا يزال إلى اليوم. وكان الأولى أن يستعمل التاريخ الهجري الشمسي مع الاحتفاظ بأسماء الأشهر وأوائلها وأول السنة الميلادية لدى الأمم دون تغيير وأن تعد السنة (خراجية) وباقي معاملاتنا الدينية والتاريخية هجرية قمرية دون أن نشوش تواريخنا (٢) ، وأن يقرن بها التاريخ الشمسي فلا نرى الاضطراب.
ويهمنا بيان أن الدولة العثمانية بدأت بإصلاح التاريخ المالي في هذه السنة فأهمل ولم يراع حكمه في لزوم مراقبة الحالة في التجدد فوقعت الدولة في الغلط. والأسباب الموجبة في كل تبدل تعين وجهات النظر. وهكذا جرى عند الغربيين من التحولات في التاريخ الميلادي نفسه قبل الإصلاح الغريغوري ، وتغير أول السنة الشمسية كثيرا ، فاستقر في أن صارت السنة الميلادية أو الشمسية تبدأ بأول يوم من كانون الثاني. ولا تزال الآراء سائرة على قبول متجددات عصرية.
__________________
(١) التوفيقات الإلهامية : محمد مختار باشا ص ٦٤٦.
(٢) كاه شماري : حسن تقي زادة : في مختلف صفحات منه وتاريخ جودت باشا وتقاويم عديدة. وهذا البحث منقول من كتاب علم الفلك وتاريخه عندنا في أيام المغول والتركمان والعثمانيين إلى آخر أيامهم إلى سنة ١٣٣٥ ه ـ ١٩١٧ م.